مسودة الهتار تثير غضب واستفزاز الجنوبيين
أثيرت حالة من الغضب في كل أرجاء الجنوب، عقب إقدام الإخواني المدعو حمود الهتار على تقديم مسودة قواعد منظمة لأعمال مجلس القيادة وهيئة التشاور والمصالحة والفريقين القانوني والاقتصادي، إلى مجلس القيادة الرئاسي.
الهتار سلم الوثيقة إلى رئيس مجلس السيادة رشاد العليمي، فيما قال "الأخير" إنها تمثل مرجعية تشريعية، بينما عبّر الجنوبيون عن غضبهم من جرّاء خروج المسودة على نحو وصفوه بأنه "مستفز".
بحسب جنوبيين، فإنّ المسودة تضمنت منح مكتب رئيس المجلس والأمانة العامة صلاحيات كبيرة، يمكن أن تجعل من مسار عمل المجلس الرئاسي يمضي في اتجاه مغاير تماما لحالة التوافق التي تمخضت عن مشاورات الرياض.
بشكل واضح، فإنّ الهدف من هذه المسودة المزعومة هي محاولة سحب زمام الأمور قدر المستطاع من التركيبة القيادية للمجلس الانتقالي الجنوبي وأن تكون للعناصر الإدارية أو التي يفترض أن تكون أعمالها تتعلق بالشق التنظيمي ليس أكثر تحظى بصلاحيات أكبر مما يقبله العقل من الأساس.
وقال الإعلامي الجنوبي صلاح بن لغبر: "مسودة قواعد عمل مجلس القيادة التي تم تسريبها ما هي الا عبارة عن أحلام بل أضغاث أحلام وردية تراود صائغيها".
وأضاف: "تم إبلاغهم من الطرف الجنوبي أن المسودة غير قابلة لمجرد الطرح فضلا عن النقاش وأنها غير صالحة حتى من الناحيتين القانونية والفنية،ولن يترتب عليها إلا إثبات فشل وعجز".
محاولة استفزاز الجنوب تستهدف أيضًا دفعه نحو اتخاذ إجراءات قد تبدو انفعالية بشكل كبير، ومن ثم يجد خصوم الجنوب وأعداؤه فرصة لاختراقه على الأرض، عبر إثارة خلافات ترتقي حتى في سيناريو آخر ولاحق إلى حد مواجهات أمنية.
فطنة القيادة الجنوبية في التعامل مع هكذا تهديدات تتمثل في مواجهة الأمر برصانة وهدوء، تقوم على معارضة أي خطوة من شأنها أن تُعيد عقارب الساعة للوراء، ففي الفترة التي كان فيها تنظيم الإخوان مهيمنًا على مفاصل اتخاذ القرار كان هذا الأمر سلاحا مهما ومؤثرا في خضم الضغط على الجنوب.
ويُعوِّل الجنوبيون على قدرة المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الحكيم عيدروس الزُبيدي في إجهاض أي محاولة للنيل من استقرار الجنوب وهز أركانه أو تشكيل اختراق سياسي لقضية شعبه، عبر اتخاذ الضمانات اللازمة للتعامل مع هكذا تحديات.