حتى لا يختزل الرئاسي الوضع والموقف بالهدنة والممرات
صالح شائف
منذ إعلان مجلس القيادة الرئاسي وحتى اليوم لم يلمس الناس أية مؤشرات حقيقية وجدية تتعلق بأحد أهم وأخطر مهماته الرئيسية العاجلة وأكثرها إلحاحا؛ والمتمثلة بنقل القوات المرابطة في وادي حضرموت والمهرة وغيرها وفقا لإتفاق ومشاورات الرياض؛ وإعادة تموضعها وحشدها في جبهات المواجهة مع مليشيات الحوثي إستعدادا للحسم العسكري معها؛ إن لم تجنح للسلم وهو أمر مستبعد بالنظر ( للتراخي القائم) ووفقا لما نص عليه قرار نقل السلطة من الرئيس هادي للمجلس القيادي وهو قرار واضح وصريح لا غموض فيه؛ أم أن الوقت لتنفيذ هذه المهمة الوطنية قد يستغرق أشهر أخرى وربما سنوات ولحسابات خاصة عند بعض أعضاء مجلس القيادة الرئاسي نجهل أهدافها !!
وكما يبدو لنا على الأقل بأن الأمور تسير بإتجاه البحث عن فرص السلام ( الغائب ) عبر الهدن المتتالية ومناشدات سلطات الإنقلاب المذلة بفتح الممرات والطرق المغلقة في تعز وغير تعز وهي كثيرة؛ وهي المهمة التي تتبناها الأمم المتحدة عبر ممثلها هانس جروندبرج وتوافق عليها كالعادة السلطات الشرعية دون تردد وبلا شروط مقابلة؛ حتى وإن وضعت مثل هذه الشروط فهي ترفض من قبل الإنقلابيين وبحجج وذرائع مختلفة؛ وهذا ما يتماشى مع رغبات وشروط وأهداف الإنقلابيين الذين أستغلوا كل الهدن السابقة لصالحهم تماما والشواهد على ذلك كثيرة؛ بل ولم يلتزموا بمضمون ومقتضيات الهدن المعلنة وأستمرت خروقاتهم وعلى نحو يومي؛ ناهيك عن إستغلال الوقت لإعادة تنظيم صفوف مليشياتهم وتعبئة قواهم إستعدادا لمواصلة الحرب وبقوة وزخم أكبر؛ وفتح جبهات جديدة بالتعاون والتنسيق والتخادم المتبادل مع تنظيم الإخوان الإرهابي وبقية المنظمات الإرهابية .
إن بقاء الأمور على ماهي عليه وعدم التحرك الجدي والسريع من جانب مجلس القيادة الرئاسي بإتجاه حشد وتنظيم القوات على مسرح العمليات وفي مختلف الجبهات؛ فإن مواجهات عسكرية قادمة وقد تكون مفاجئة زمانا ومكانا من جانب المليشيات لأمر وارد وبقوة؛ ويبدو بأن الجنوب ستكون ساحتها الرئيسية إن لم يتم الإستعداد الكافي واليقظة العالية من قبل القوات المسلحة الجنوبية الباسلة وأجهزة الأمن الجنوبية المختلفة؛ والمدعوة لرفع يقظتها وأخذ كل التدابير والإحتياطات اللازمة لمواجهة كل أشكال الأعمال الإرهابية في العاصمة عدن وغيرها؛ ورصد وتتبع كل البؤر الإرهابية والأماكن المحتملة لتواجد الخلايا الكامنة ( النائمة ) والمكلفة بالتحرك وحسب الطلب؛ وهو ما نثق به ونقدره لكل أجهزة الأمن الجنوبية التي أثبتت جدارتها رغم شحة وتواضع إمكانياتها المتاحة .