الشراكة بين الجنوب والتحالف تؤسس لواقع معيشي آمن
تمثل الشراكة بين الجنوب والتحالف العربي، سبيلا نحو تحسين الوضع المعيشي للمواطنين عبر صور عديدة من الدعم.
وشأنها شأن دولة الإمارات العربية المتحدة، تواصل المملكة العربية السعودية العمل على تقديم مساعدات للجنوبيين، في وقت يتعرض فيه الوطن لحرب خدمات مشبوهة.
ففي إطار هذه الجهود، بدأ البرنامج السعودي للتنمية والإعمار تنفيذ مشروع المسكن الملائم في محافظة عدن، بالشراكة مع مؤسسة الوليد للإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN–HABITAT).
تشمل المرحلة الأولى تسليم 80 موقعًا للمساكن بمديرية المعلا من أصل 600 مسكن سيتم إعادة تأهيلها في العاصمة عدن.
تأتي المرحلة الأولى كجزء من مشروع المسكن الملائم والذي يهدف إلى توفير الظروف المعيشية الملائمة للأسر، وتغطية الأضرار البسيطة والمتوسطة للمنازل ومرافق الصرف الصحي التابعة لها؛ توفيرًا لظروف معيشية آمنة، وسعياً لخلق مستقبل حضري أفضل.
ومشروع المسكن الملائم يغطي برنامجًا خاصًا بتدريب الكوادر في مجال الإسكان؛ للمساهمة في بناء قدرات هذه الكوادر في هذا المجال وتنمية مهاراتها.
ويبني المشروع قدرات 40 مهندس في قطاع الإسكان، في مجالات نظم المعلومات الجغرافية المتقدم، وإدارة المشاريع المتخصصة بالبناء والإنشاءات، والمشتريات المتخصصة وحساب كلف المشاريع، ودراسات الجدوى الفنية والاقتصادية.
كما يشمل المشروع توفير 200 فرصة تدريبية في مجالات التدريب المهني، والكهرباء، والطاقة الشمسية، والتصوير والرسم
يساهم المشروع أيضًا، في بناء القدرات المهنية للشباب، وبناء قدرات موظفي قطاع الإسكان، ومساعدة ودعم الفئات ذات الاحتياج في العاصمة عدن، وتحسين الظروف المعيشية للأسر والمستفيدين، وكذلك تحسين المشهد الحضري.
يعد هذا المشروع ضمن 207 مشروعات ومبادرات تنموية نفذها البرنامج السعودي في سبعة قطاعات أساسية، هي التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات، بالإضافة إلى البرامج التنموية.
تضاف هذه الجهود إلى سلسلة طويلة من العطاءات التي قدمها جناحا التحالف العربي (السعودية والإمارات) للجنوب لتمكين مواطنيه من البقاء في ظل حرب الخدمات التي يتعرض لها.
ويحتفي الجنوبيون بالمساعدات التي تقدمها الرياض وأبوظبي، كونها تعبر عن حجم اهتمام كبير بالمسار الإنساني، وذلك إلى جانب جهودهما الكبيرة في مكافحة الإرهاب.
وإلى جانب المساعدات الإنسانية والجهود العسكرية، تدعم السعودية والإمارات أيضًا المسار السياسي لحل الأزمة، باعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة لتحقيق انتعاشة معيشية.
ففي الوقت الذي أكدت فيه دولة الإمارات التزامها بتقديم كل صور الدعم الممكنة في هذه الأوقات الصعبة، فقد دعت إلى استثمار الفرصة السانحة والنادرة لتحقيقِ السلام.
لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، قالت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن إنهاء الأزمة الإنسانية لا يمكن أن يتم دون التوصل إلى حل سياسي.
وأضافت أن هناك فرصة سانحة ونادرة لتحقيقِ السلام المنشود في وإنهاء الحرب، مؤكدة ترحيب الإمارات بهذه التطورات المهمة ودعوتها إلى البناء عليها لضمان نجاحها والتوصل إلى حل سياسي للنزاع، لا سيما مع التقدم الملحوظ الذي طرأ في الشهرين الماضيين من حيث انخفاض مستويات العنف وتسهيل حركة الأفراد والبضائع.
الجهود التي تبذلها السعودية والإمارات على كل المستويات تعكس انخراطا من قبل التحالف العربي في العمل على تشكيل جبهة مواجهة شاملة للإرهاب سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو المعيشي.