تجنيد الأطفال قسرا.. المليشيات الحوثية تعترف بجريمتها وتخرج لسانها للعالم
أخرجت المليشيات الحوثية لسانها للمجتمع الدولي عبر اعترافها بارتكابها جريمة تجنيد الأطفال، في تطور يكشف أن المليشيات لا تتخوف من أي ملاحقتها، كما يُظهر دهسها للأعراف والقوانين والمبادئ والإنسانية.
قياديان حوثيان أقرَّا في حديثهما لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، بأنّها تجند الأطفال في عمر بين ال 10 و 12 من أعمارهم، ونشروهم على خطوط الجبهة ضمن حشد لمسليحها خلال الهدنة التي توسطت بها الأمم المتحدة.
قال المسؤولان الحوثيان إنهما لا يريان مشكلة في هذه الممارسة، من منطلق اعتبارهما أن الصبية من عمر 10 أو 12 عامًا يعتبرون رجالًا.
الاعتراف الحوثي دعمته تصريحات نقلتها الوكالة عن عمال إغاثة قالوا إن المليشيات تقايض الأهالي حصص غذاء المنظمات الدولية مقابل تجنيد أطفالهم.
ونقلت الوكالة أيضًا عن اثنين من سكان عمران قولهم إن ممثلي المليشيات الحوثية جاؤوا إلى منازلهم في مايو الماضي وطلبوا منهم إعداد أطفالهم للمخيمات في نهاية العام الدراسي.
وقال هؤلاء السكان إن أطفالهم الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 سنة، نُقلوا في أواخر مايو الماضي إلى مركز تدريب في مدرسة قريبة.
وذكر أحد الآباء أنه قيل له إنه إذا لم يرسل أطفاله، فلن تحصل عائلته على حصص غذائية.
الإقرار الحوثي بارتكاب جريمة التجنيد القسري هي رسالة من المليشيات بأنها لا تولي أي اكتراث بعديد التقارير التي صدرت عن الأمم المتحدة في عديد المناسبات، وأشارت إلى أن المليشيات تتمادى في ارتكاب جريمة التجنيد القسري للأطفالأ.
وسبق أن قالت لجنة خبراء الأمم المتحدة إن المليشيات الحوثية لديها نظام لتلقين الأطفال المجندين قسرا وحشو عقولهم بأفكارها المتطرفة، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية للضغط على الأسر.
ووثقت التقارير الأممية أن المليشيات الحوثية تزج بالأطفال صوب المراكز الصيفية لمدة شهر أو أكثر، قبل الزج بهم إلى محارق الموت.
وتقيم المليشيات الحوثية مثل المعسكرات والمراكز في المدارس والمساجد بالمناطق التي تسيطر عليها، وتلقن الأطفال تدريبات عسكرية ثم تزج بهم للجبهات.
والأطفال هؤلاء عرضة لخطر شديد، وقد وثقت الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألفي طفل في الجبهات، علما بأن الرقم الحقيقي لضحايا هذا الإرهاب قد يكون أكبر من ذلك بكثير.
تمادي المليشيات الحوثية في ارتكاب هذه الجريمة وصولًا إلى مرحلة الإقرار بها على الملأ هو ترجمة فعلية للتغاضي الأممي عن محاسبة المليشيات الحوثية على هذه الجريمة، شأنها شأن كل الاعتداءات التي ترتكبها المليشيات المدعومة من إيران منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014.