بعد 28 عاما على الحرب.. كيف أثبت الجنوبيون تحضرهم ورقيهم؟
على الرغم من بشاعة حرب 1994 التي أشعلتها قوى الاحتلال اليمني قبل 28 عاما، إلا أن الشعب الجنوبي يضرب مثالا فريدا من نوعه في التعامل بمنتهى الرقي.
الحرب الغاشمة استخدمت فيها قوى الاحتلال اليمني أبشع صنوف العدوان على الجنوب، وأظهرت قدرا كبيرا من الكراهية التي تحملها قوى صنعاء وتحديدا المليشيات الإخوانية الإرهابية ضد الجنوب وشعبه.
وسبق تلك الحرب الشعواء، إطلاق كم كبير من فتاوى الكراهية والتحريض ضد الجنوب من قِبل متطرفي تنظيم الإخوان الإرهابي، فكان ذلك مقدمة لأن يشهد الجنوب حملات مروعة من الاعتداءات ضد الجنوبيين الأبرياء.
وحملت الجرائم التي ارتكبتها قوى الاحتلال ضد الجنوب بعدا طائفيا، في استهداف خبيث للهوية الجنوبية التي اتخذتها قوى الإرهاب سببا من أجل الاعتداء على الجنوبيين.
وعلى الرغم من ذلك الطغيان الذي مارسه المحتل اليمني، إلا أن الجنوب ضرب مثالا في الرقي والتحضر، وتجلى في ذلك في تعامل إنساني فريد مع اليمنيين.
فمن جانب عسكري، وعندما سلم مايُسمى تنظيم الإخوان اليمن للمليشيات الحوثية تسيطر على أكثر مناطقه، كانت القوات المسلحة الجنوبية أول المتصدين للإرهاب الحوثي، وسطروا نجاحات ضخمة للغاية.
ويعود الفضل الأول في تحرير المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية إلى القوات الجنوبية، بفضل الجهود العظيمة التي بذلتها في هذا الإطار.
وبلغت النجاحات إلى حد أن القوات المسلحة الجنوبية كانت على بُعد 16 كيلو مترا فقط من ميناء الحديدة، وكانت تتقدم بقوة كبيرة في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية، قبل أن يُوقف النظام اليمني المواجهات ويفضل دون مبرر الجلوس مع المليشيات الحوثية والانخراط في مفاوضات معها استغلتها المليشيات في إعادة ترتيب صفوفها ومن ثم تمكنت من البقاء حتى الآن.
على الصعيد الشعبي، يتسم المواطنون الجنوبيون بالرقي والسلمية بشكل كامل في إطار التعامل مع اليمنيين، إذ يبدي الجنوبيون التزاما بالعلاقات المتينة مع الشعب اليمني إذا ما كان ذلك داعما للعيش بسلام.
هذا الموقف الذي يلتزم به الجنوبيون يعبر عن تحضر وراقي فريدين، باعتبار أن الشعب الجنوبي ليس معاديا لأحد، وأن غايته فقط هي استعادة دولته.