أكذوبة تثبيت الهدنة
رأي المشهد العربي
مع استمرار الهدنة الأممية، لم يحدث جديد على الصعيد السياسي والعسكري، وتواصل المليشيات الحوثية الإرهابية إجرامها المسعور ضد الجنوب بما يُشكل تهديدا غير مقبولا على أمنه واستقراره.
وتُمارس العديد من المغالطات في هذا الإطار، لعل أكثرها خطورة هي الحديث عن مصطلح "تثبيت الهدنة"، فلا يوجد أي نجاح فعلي للهدنة الأممية لكي يتم تثبيتها من الأساس، ومن ثم فما يُمارس على الأرض حالة من الاستهداف الشامل ضد الجنوب.
الحديث عن تثبيت الهدنة بهذا النحو هو أشبه بإشارة خضراء يتم منحها للمليشيات الحوثية الإرهابية لتتمادى في إجرامها وإرهابها، وأحد أشكال هذا الإجرام يتعلق بشن عدوان متواصل على الجنوب وقضية شعبه العادلة.
فمحافظة الضالع مثلا تتعرض لتهديدات واعتداءات متواصلة من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية، في استهداف مروع جاء تحت غطاء الهدنة الأممية.
فتْح المليشيات الحوثية الحرب عبر أكثر من جبهة يستوجب التصدي لها عبر أكثر من صعيد، وفي مقدمة ذلك قد يكون التضييق العسكري على المليشيات أحد الخيارات المهمة التي يجب الاستناد إليها لمواجهة الإرهاب الحوثي.
على الصعيد السياسي أيضًا، فلا يجب أن ترتكن الأمم المتحدة إلى الوضع الحالي والعمل على تثبيته ويكأن هناك هدنة ناجحة على الأرض، فتثبيت الهدنة وهي تشهد العديد من الخروقات التي ترتكبها المليشيات الحوثية، قد يُفسَّر بعدم اكتراث أممي تجاه حلحلة الوضع القائم.
وسياسة عدم الاكتراث هذه تنذر بالكثير من الأعباء ليس فقط من خلال تعقيد الأوضاع العسكرية على الأرض، لكن أيضًا من خلال الدفع نحو المزيد من الانهيار في الوضع الإنساني، لتتفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق.