مستنقع حرب الخدمات وبوادر انتفاضة الجنوب

الأحد 17 يوليو 2022 18:00:22
testus -US

رأي المشهد العربي

مثّلت الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها محافظة شبوة، تنديدا بتردي الخدمات إشارة واضحة بأن الجنوب على أبواب ثورة غضب عارمة يلفظ فيها حرب الخدمات القاسية التي تشنها قوى صنعاء الإرهابية المعادية للجنوب.

التحرك الاحتجاجي الذي خرج في مديرية ميفعة في محافظة شبوة، جاء للمطالبة بتحسين الخدمات والمرافق في مقدمتها الكهرباء، علما بأن الأزمات التي يعاني منها الجنوبيون لا تقتصر على الخدمات لكنها تشمل إنقاصا متعمدا في كل احتياجات الجنوبيين.

الجنوب يعيش وضعا خانقا وضاغطا منذ فترة ليست بالقليلة، وذلك في نتاج مباشر لحرب الخدمات التي تُشن بشكل متعمد ضد الجنوبيين لإرهاقهم وإخضاعهم.

وفيما أعطى الجنوب الكثير من الفرص نحو إحداث نقلة نوعية في الوضع المعيشي في أقرب وقت ممكن، إلا أن قوى صنعاء أصرت على تأزيم الوضع المعيشي وإحراق الجنوب بنيران الفوضى الشاملة.

مستنقع حرب الخدمات التي يغرق الجنوبيون يتضمن العديد من الصور سواء إنقاص السلع وتغييب الخدمات إلى جانب وقف صرف الرواتب، بما أدّى إلى تدمير القدرة الشرائية للمواطنين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بأعباء من كل الاتجاهات.

والنتاج الطبيعي لهذا الوضع المعيشي الخانق أن يلجأ الجنوبيون إلى الانتفاضة الشاملة التي تلفظ الاحتلال بكل مفاصله دون استثناء، وتضع حدا لحرب الخدمات التي طال أمدها وزاد نطاقها بشكل غير مسبوق.

والغضب الجنوبي لن يتمكن أحدٌ من الوقوف أمامه، وذلك لأن التحرك الشعبي سيكون قوامه ومُحركه الرئيسي هو البحث عن ماء أو غذاء، وهو أقسى مراحل الألم الذي يقود صاحبه إلى الانتفاضة الشاملة.