زيارة الشيخ محمد بن زايد لفرنسا.. شراكة استراتيجية وعلاقات متينة
وثقت الزيارة المهمة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات إلى فرنسا، حجم المكانة الدولية المرموقة التي تحذوها دولة الإمارات وتجعلها تحظى بالتقدير والحرص على التقارب معها.
زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى فرنسا ركزت على تعزيز علاقات الصداقة وآفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب، وبخاصة في طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء، في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا.
كما شملت المناقشات أيضا مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
تنوع المناقشات التي شهدتها الزيارة، ترجمة حقيقية لما تتمتع الإمارات وفرنسا من علاقات متميزة في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والطاقة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
قواسم مشتركة عديدة تجمع بين الإمارات وفرنسا، إذ يعملان على تعزيز روح التعاون الدولي والسعي لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار في جميع أنحاء العالم، والسعي المشترك إلى دفع عمليات السلام، للمساهمة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
اقتصاديا، شهدت السنوات العشر الماضية نموا في حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وفرنسا بنسبة 8% بعد أن ارتفع من 23.2 مليار درهم في عام 2012 إلى ما يزيد على 25.2 مليار درهم بنهاية عام 2021 وذلك حسب بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والاحصاء التي أظهرت نموا في التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي قدره 28% مقارنة مع عام 2020 الذي بلغ خلاله نحو 19.7 مليار درهم.
وجاءت الحلي والمجوهرات وأجزاؤها في المركز الأول ضمن أهم 5 سلع تم استيرادها من فرنسا خلال عام 2021 بقيمة 2.46 مليار درهم تلتها لوحات فنية وصور منفذة يدوياً بـ 2.33 مليار درهم تلتها عطور ومياه تجميل بقيمة 1.73 مليار درهم تلتها عنفات نفاثة ودافعة وغازية بقيمة 1.37 مليار درهم تلتها أدوية وعقاقير طبية بـ 1.3 مليار درهم.
زيارة الشيخ محمد بن زايد اكتست بأهمية كبيرة في الولاية الثانية للرئيس إيمانويل ماكرون، ودفعة جديدة في التعاون الاستراتيجي بين البلدين، لا سيما في ظل ما يجمع دولة الإمارات وفرنسا، من علاقات صداقة طويلة الأمد وتعاون استراتيجي في مختلف المجالات، عززتها قيادتا البلدين بجهودهما المتواصلة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق مصالح شعبيهما.
وتعززت هذه العلاقات لتتطور إلى شراكة استراتيجية؛ تتخطى العلاقات الثنائية والجوانب الثقافية، إلى القطاعات العسكرية والسياسية والتعليمية والقانونية، فضلا عن التعاون في مجال الآثار والطاقة والسياحة والقطاع الطبي وغيرها.
كما وتُعقد اجتماعات الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي سنويًا بهدف تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث فرص التعاون والتنسيق ومواصلة التعاون البنّاء في عدد من المشاريع والمبادرات.
العلاقات بين الإمارات وفرنسا تعود إلى عام 1971 على أسس الاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة، حيث سعت دولة الإمارات للتواصل الثقافي والعلمي مع فرنسا، التي تتبنى التوجهات نفسها في محاربة الإرهاب والتطرف والأفكار الهدامة.
وفي الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد، وقعت فرنسا والإمارات اتفاقية شراكة استراتيجية عالمية حول التعاون في مجال الطاقة.
وتهدف هذه الشراكة إلى تحديد المشروعات الاستثمارية المشتركة في فرنسا أو الإمارات أو أي مكان آخر في العالم في مجالات الهيدروجين أو الطاقات المتجددة أو حتى الطاقة النووية.
كما تساعد هذه الاتفاقية على إنشاء إطار عمل مستقر طويل الأجل لهذا التعاون، لتمهيد الطريق لعقود صناعية جديدة وتحديد مشاريع الاستثمار المشتركة المستقبلية، بما يشمل إمكانية إنشاء صندوق ثنائي لتمويل المشاريع الخضراء.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإيمانويل ماكرون، علاقات الصداقة وفرص تعزيز التعاون بين البلدين، في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن علاقات الصداقة بين دولة الإمارات وفرنسا قويةٌ وراسخةٌ منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأضاف أن الطاقةَ بكل أنواعها تمثل أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين، ودولة الإمارات حريصة على دعم أمن الطاقة في العالم عامة وفي فرنسا خاصة، منوها بتوفر العديد من إمكانيات الشراكة ومقوماتها بين البلدين في هذا المجال.
وبشأن التعاون في مجال التغير المناخي، قال الشيخ محمد بن زايد إن الإمارات وفرنسا لديهما اهتمام كبير بقضايا البيئة ومواجهة التغير المناخي في إطار "اتفاق باريس بشأن المناخ"، الأمر الذي يفتح المجال أمام مزيد من العمل المشترك.
خلال الزيارة أيضًا، حرص ماكرون على تقليد الشيخ محمد بن زايد شارة الصليب الأكبر من وسام جوقة الشرف الوطني وقدم له هدية هي عبارة عن نسخة من عام 1535 لخريطة عالم الجغرافيا الألماني لورنز فرايز لشبه الجزيرة العربية.
فيما منح الرئيس الإماراتي نظيره الفرنسي "وسام زايد" وهو أعلى وسام مدني في الإمارات يقدم للرؤساء والملوك.
وقال الشيخ محمد بن زايد، لنظيره الفرنسي، إن أبوظبي ستظل تدعم أمن الطاقة في فرنسا والعالم.