بعد سرايا الأشتر.. ميليشيا الحوثي تقترب من قوائم الإرهاب الأمريكية
فتح تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية ما يعرف بـ"سرايا الأشتر"، التي تدعمها إيران لزعزعة أمن البحرين منظمة إرهابية، الباب أمام تكرار الأمر ذاته مع ميليشيات إرهابية أخرى تدعمها إيران على رأسها الحرس الثوري وميليشيا الحوثي.
وجاء تصيف الميلشيا الإيرانية بعد أيام من تأكيد مصادر أمريكية بأن إدارة الرئيس، دونالد ترامب، تدرس خيار تصنيف قوات الحرس الإيراني، ضمن لائحة الجماعات الإرهابية.
وذكرت مصادر مقربة من دوائر القرار أن البيت الأبيض يدرس القرار منذ أشهر وأن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يدعم اتخاذ القرار، لكن المصادر أكدت عدم التوصل بعد إلى توافق نهائي بشأن اتخاذ هذه الخطوة.
ويرى مراقبون أن إقدام الولايات المتحدة على تصنيف الحرس الثوري ضمن قوائم الإرهاب سيفتح الباب أمام إدراج ميليشيا الحوثي المدعومة من طهران على القوائم ذاتها، تحديدا وأن هناك مساعي يمنية تجري بوساطة خليجية للضغط على متخذي القرار الأمريكي لوضع الميليشيا المسلحة داخل اليمن على قوائم الإرهاب
وقررت الولايات المتحدة اليوم وضع كلا من أحمد حسن يوسف ومرتضى مجيد علوي المعروف بالسندي العضوين في سرايا الأشتر ضمن لائحة الإرهاب، وأوردت وزارة الخارجية الأمريكية على "تويتر" القرار بمخطط مرسوم، تضمن أن إيران تمول الجماعات الإرهابية لإقامة معسكرات في العراق، وتدعمهم بالسلاح والمتفجرات.
وقد يكون مسببات ذلك القرار مقدمة لإدراج ميليشيا الحوثي، إذ أن الجماعة المسلحة تمولها طهران وتقيم لها معسكرات للتدريب كما هو الحال بالنسبة "سرايا الأشتر"،والتي تدربت على يد الحرس الثوري الإيراني في العراق قبل عودتها للبحرين، قبل أن بعض المسلحين التابعين للجماعة الإرهابية مرة أخرى لإيران ليتجنبوا السجن بعد صدور أحكام ضدهم.
وأوضحت الولايات المتحدة أن قرارها يهدف لمحاصرة أنشطة إيران الإرهابية ووقف دعمها للجماعات المتطرفة بالشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالحرس الثوري، تشهد أروقة المؤسسات الأميركية الحساسة انقلابا في وجهات النظر في ما يتعلق بموقف الإدارة من الحرس الثوري، إذ كان المسؤولون الأميركيون يخشون على الدوام من أن يؤدي مثل هذا القرار إلى تعريض القوات والسفارات الأميركية في الخارج إلى أعمال انتقامية من قبل إيران.
وظلت هذه العقيدة قائمة إبان حكم إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كما لم يتغير تقييم أجهزة الاستخبارات الأميركية، الذي ظل رافضا لإقدام الإدارة على “تصنيف جيش دولة أجنبية ككيان إرهابي، وما يتطلبه ذلك من إجراءات سيكون على الولايات المتحدة اتخاذها ضد هذا الكيان”.
ويبدو أن التغييرات التي أجراها ترامب في صفوف كبار المسؤولين في الإدارة، بالإضافة إلى قراره في مايو الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي، أحدثا زلزالا في العقيدة السياسية الأميركية، ونظرة النخبة في واشنطن لدور الحرس الثوري.
وقالت قناة “سي أن أن” على موقعها الإلكتروني، السبت الماضي، إن قرار تصنيف الحرس الثوري الإيراني، الذي يتبع بشكل رسمي وزارة الخارجية، كمنظمة إرهابية، تحول إلى قمة أولويات الإدارة، ضمن إستراتيجية البيت الأبيض لمواجهة النفوذ الإيراني. وقالت إن مسؤولين أميركيين عكفوا على نقاش هذا القرار لشهور، وجاء الوقت كي يتوصلوا إلى نتيجة نهائية حياله.
ورغم المخاوف المصاحبة للقرار، فإنه من المقرر أن يسمح للولايات المتحدة بتجميد أموال الحرس الثوري خارج إيران، ومنع مسؤوليه من السفر وتطبيق عقوبات قانونية على قيادات فيه، ضمن عقوبات مكثفة تفرضها واشنطن على طهران.
وكانت الولايات المتحدة قد رحبت الثلاثاء الماضي، بقرار البرلمان الكندي تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وأوضح وزير الخارجية الأمريكي بومبيو في تغريدة على حسابه عبر موقع ” تويتر”، أن “الولايات المتحدة تدعم قرار كندا لادانتها الشديدة دعم إيران المستمر للإرهاب، وتصنيفها الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية”.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أن الإيرانيين يقفون بوجه انتهاكات النظام الفاسد، قائلا: “نحن ندعمهم وندعو الدول الأخرى لمحاسبة قادة إيران”.