تجنيد الأطفال بعد اختفائهم.. رد حوثي مروع على مساعي تمديد الهدنة
في الوقت الذي تتحدث فيه الأمم المتحدة بلهجة متفائلة بشدة عن تمديد الهدنة لستة أشهر مقبلة، تمضي المليشيات الحوثية نحو التصعيد العسكري من خلال معاودة جرائم تجنيد الأطفال وصغار السن.
وشهدت الفترة الماضية تناميا في ظاهرة اختفاء الأطفال والشبان في محافظة إب، وذلك بالتزامن مع حالة فوضى أمنية عملت المليشيات الحوثية على تغذيتها كثيرا على مدار الفترات الماضية.
يأتي ذلك بالتزامن مع اتهام المليشيات الحوثية بالعمل على اختطاف الأطفال وممارسة أبشع الانتهاكات تجاههم والزج بهم في جبهات القتال، وسط حالة رعب متفاقمة على مصير هؤلاء الأطفال.
وشهدت محافظة إب أكثر من 12 حالة اختفاء لأطفال وشبان في خلال أسبوعين فقط، بعضها تم الإعلان عنها على منصات التواصل الاجتماعي من قِبَل الأهالي.
وأحد هذه الحالات تمثلت في اختفاء شاب وطفلين بحوادث منفصلة خلال اليومين الماضيين؛ الأول يُدعى غسان علي العماري من أهالي قرية السروة بمديرية بعدان (شرق إب)، والثاني طفل يدعى ياسر أحمد قحطان (14 عاماً) من أهالي مدينة إب القديمة بمديرية المشنة، فيما اختفي الطفل بندر محمد الحميدي بالقرب من سوق القات بمديرية الظهار.
جرائم اختطاف الأطفال وصغار السن دائما ما تمثل تمهيدا من قبل المليشيات الحوثية للزج بهؤلاء الصغار في الجبهات والمحارق بل والدفع بهم في الصفوف الأول من الجبهات بما يُسهل استهداف هؤلاء الصغار وتكبيدهم كلفة دامية.
وتملك المليشيات الحوثية باعا طويلة في تجنيد الأطفال وقد زجت بأعداد كبيرة منهم في جبهات ومحارق الموت، بعد غسل أدمغتهم وتلقينهم بالأفكار المسمومة عبر المراكز الصيفية التي تتوسع المليشيات في تدشينها.
اللافت إلى أن الرسائل الحوثية التي تنذر بأن المليشيات الحوثية تمضي نحو التصعيد العسكري الغاشم، تأتي في وقت تتحدث فيه الأمم المتحدة عن حرصها على تمديد الهدنة الأممية لمدة ستة أشهر، دون أن يعرف أي هدف يمكن أن تحققه تلك الهدنة في ظل الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب.
الرسائل الحوثية في هذا الوقت تعني بوضوح أن أي حديث عن هدنة من جديد سيكون بمثابة إعلان بأن الفترة المقبلة ستشهد تمكينا للمليشيات الحوثية من توسيع نطاق اعتداءاتها المسلحة والغاشمة التي تُكبد المدنيين كلفة باهظة تؤدي إلى إطالة أمد الحرب.