المساعدات الإنسانية بوابة الصين للتواجد في بلدان الأزمات العربية

الأربعاء 11 يوليو 2018 04:43:00
testus -US

تقف جمهورية الصين الشعبية على مسافات متباعدة من الصراعات السياسية الواقعة في منطقة الشرق الأوسط، غير أن ذلك لا يعني عدم وجود مصالح إستراتيجية لها داخل تلك البلدان التي تقيم معها علاقات سياسية واقتصادية، كما أنها تتقارب وتتباعد سياسيا مع الأطراف الفاعلة داخل تلك البلدان.


ومن هنا يمكن فهم الاهتمام الصيني المتنامي لبلدان العالم العربي والذي ظهر واضحا من خلال الدولة الثامنة للاجتماعي الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي والذي عقد، اليوم الثلاثاء، في بكين، غير أنها اختارت أن تتداخل مع أزمات المنطقة عبر بوابة المساعدات الانسانية.


وأكد رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ أن بلاده ستقدم مساعدات إضافية للشعوب في سوريا واليمن والأردن ولبنان بقيمة 600 مليون يوان صيني للأغراض الإنسانية وإعادة الإعمار، وستبحث مع دول المنطقة عن إمكانية تنفيذ مشاريع بقيمة مليار يوان صيني لدعم قدرة الدول المعنية على صيانة الاستقرار.


وأعلن الرئيس الصيني إطلاق خطة خاصة لدفع إعادة الإعمار الاقتصادي المدعومة بالنهضة الصناعية ويوفر قروضا بقيمة 20 مليار دولار أمريكي لتعزيز التعاون مع الدول التي تحتاج إلى إعادة الإعمار لتنفيذ المشاريع التي تخلق فرص عمل وترسخ الاستقرار وفقا للمبادئ التجارية.


أكد الرئيس حرص بلاده على مواكبة الخطط الإستراتيجية للدول العربية للتنمية المتوسطة والطويلة الامد، وتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والمواد الجديدة والأدوية الحيوية والمدن الذكية .. مشدداً ضرورة تنفيذ برنامج الشراكة الصينية العربية لعلوم والتكنولوجيا وإنشاء مختبرات مشتركة في المجالات الرئيسة ذات الاهتمام المشترك .


وأشار إلى أنه يجب تسريع بناء طرق الحرير السيبراني سعيا لمزيد من التوافق والنتائج للتعاون في مجالات البنية التحتية السيبرانية والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والتجارة الالكترونية .. منوهاً بحرص بلاده على تعزيز التواصل مع الجانب العربي بشأن الاستراتيجيات والخطوات، والعمل سويا على بناء “الحزام والطريق”، بما يصون السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ويدافع عن العدالة والإنصاف ويدفع التنمية المشتركة ويستفيد من بعضهما البعض كصديقين حميمين، وبذل جهود مشتركة لإقامة المجتمع الصيني العربي للمصير المشترك، بما يساهم في إقامة مجتمع مصير مشترك للبشرية.


ودعا الرئيس الصيني الجانبين إلى التعاون في بناء شبكة الانترنت النزيهة والعمل سويا ضد الأقوال التي تروج التطرف وتنشر الكراهية على الانترنت من اجل دفع التواصل القلبي بين شعوب الجانبيين، لافتاً إلى أن بلاده ستدعو في السنوات الثلاث القادمة 100 مبدع شاب و200 عالم شاب و300 تقني من الدول العربية إلى الصين للمشاركة في ورش العمل .


وأضاف ” كما ستدعو الصين 100 شخصية دينية و600 مسؤول حزبي لزيارة الصين، وستوفر 10 آلاف فرصة تدريب للدول العربية في مختلف التخصصات، وسترسل 500 فرد من ضمن الفرق الطبية إلى الدول العربية. بهذه المناسبة أعلن عن التأسيس الرسمي للمركز الصيني العربي للتواصل الإعلامي والانطلاق الرسمي لمشروع المكتبة الرقمية الصينية العربية والانطلاق الرسمي للدورة الرابعة لمهرجان الفنون العربية التي يقيمها الجابنان في الصين”.


وتعهد بتقديم المزيد من الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني .. معلناً بهذه المناسبة أن الصين ستقدم مساعدات بدون مقابل، بقيمة 100 مليون يوان صيني لدعم فلسطين في تنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب وتخفيف الأزمة الإنسانية، كما ستقدم الصين المساعدات الانسانية العاجلة لفلسطين وتزيد تبرعاتها لوكالة الأمم المتحدة للغوص وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد أن منتدى التعاون الصيني العربي كمنصة لإجراء الحوار المتساوي وتعزيز التعاون العملي مقبل على أفاق

رحبة لتعزيز الموائمة بين الجانبيين .. داعياً الجميع إلى اظهار ملامح جديدة وبذل جهود جديدة لمواكبة تطور العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد.