قطر تلعب دور الوسيط بين الحوثي والإخوان في اليمن
الخميس 12 يوليو 2018 00:54:17
صعّدت جماعة الإخوان (حزب الإصلاح) في اليمن من حملتها الإعلامية ضد التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، بعد أن رفعت قطر الدعم المالي للحملة الإعلامية الداعمة للإرهاب، في وقت تكشفت فصول جديدة من التواطؤ القطري في دعم الحوثيين.
وفي تحول مغاير تماماً يعكس الخطاب الإعلامي لحزب الإصلاح، تشن وسائل إعلام موالية للإخوان في اليمن هجوماً حاداً على تحالف دعم الشرعية في اليمن وتحديداً على الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهو ما يكشف في الوقت ذاته عن دور قطري وسيط بين جماعة الإخوان وميليشيا الحوثي.
مصادر في وزارة الإعلام اليمنية قالت إن قطر مولت بشكل أكبر عملية تحريض إعلامي على دول التحالف العربي ودورها في جنوب اليمن المحرر.
وذكر المصدر أن قطر قدمت دعماً مالياً إضافياً لوسائل إعلام إخوانية تبث بعضها من تركيا الهدف منه النيل من قوات التحالف العربي والأجهزة الأمنية في عدن وحضرموت في مساعٍ لعرقلة الحرب ضد الانقلابيين الموالين لإيران،
وتبث قنوات تابعة للإخوان تقارير وصفها متابعون بأنها مسيئة للحكومة الشرعية وتخدم الانقلابيين.
وكشفت المصادر أن مؤيدي جماعة الإخوان التي تتبنى رؤية حزبية ثابتة تعتبر أن الوجود الإماراتي يقوض محاولاتها لتحقيق مكاسب سياسية في اليمن.
وتتكشف يوماً بعد الآخر أبعاد التآمر القطري والإخوان على دول التحالف العربي والمنطقة.
وتسعى الدوحة لإفشال تحركات التحالف العربي ضد الحوثي عبر التقريب بين الأخير والإخوان، وهو أمر جاء على خلفية التحول المفاجئ الذي طرأ على الخطاب الإعلامي لقطر نحو ملف اليمن بعد المقاطعة العربية، وهو ما أثر على جماعة الإخوان في اليمن الذين أظهروا انحيازهم الواضح للدوحة.
بدا دور حزب الإصلاح مكشوفاً منذ تقرير الأمم المتحدة الذي لم ينصف التحالف العربي باعتماده تقارير صادرة من منظمات تابعة للحوثيين وصادرة كذلك من منظمات ممولة من حزب الإصلاح (إخوان اليمن).
وتلعب منظمات حزب الإصلاح الدور الخفي في تقديمها التقارير المسيئة للتحالف العربي، بتقارير تحتمل جملة من المغالطات وتستند على شهادات زور من أطراف مختلفة وتضمن في فحواه مزاعم بأن التحالف العربي يمتلك سجوناً سرية في المحافظات الجنوبية المحررة كما زعم التقرير وجود حالات تعذيب واختطاف خارج القانون.
وتعمد الآلة الإعلامية لجماعة الإخوان بداية من قناة الجزيرة القطرية والقنوات التابعة لحزب الإصلاح والكثير من المواقع الإخبارية الإلكترونية إلى التعامل مع تلك التقارير بأنها حقائق ثابتة لا يمكن الطعن فيها.
وينفذ حزب الإصلاح خطة ممنهجة عبر كافة دوائره السياسية والإعلامية تركز على مسألة أولى وهي تفكيك تحالف الدول العربية وفشلت خطة الإصلاح والإخوان في تلك الحملة.
وكان لافتاً لكل المراقبين هذا التطور في الخطاب العدائي تجاه قيادة التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن من خلال الحملة الإعلامية عبر قنوات ومواقع تمولها قطر تتبع حزب الإصلاح على رأسها قنوات بلقيس ويمن شباب اللتين تملكهما الاخوانية توكل كرمان وتمولهما الحكومة القطرية.
يقول المحلل السياسي رفعت مصطفى إنه ومع تواصل المعارك في اليمن كل المؤشرات تؤكد أن الأجندة الحزبية هي الممانعة لذلك فالعمليات ما زالت مستمرة على جبهات نهم وميدي والجوف وتعز وحالة الجمود العسكري تبقى هي السائدة.
ويشير مصطفى إلى أن ما فعله حزب الإصلاح في تعز كان ابتزازا للتحالف العربي ظهرت حقيقته في أكتوبر 2017م بحشد الحوثيين لأبناء تعز في احتفالات جماهيرية كشفت وجهاً خائباً لتكسب حزب الإصلاح من معاناة السكان والمتاجرة الرخيصة بأرواح المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة في ظل تسلط جماعتي الحوثي والإصلاح.
ويؤكد مصطفى، أنه لا يمكن بعد كل هذا المسار المتواطئ من حزب الإصلاح التنبؤ بأن يكون عنصراً فاعلاً في دعم انتصار الشرعية، بل على العكس تماماً فالتوجيهات القادمة لكوادر الإصلاح في اليمن هي التمسك بمكتسباتهم الحالية والانتظار حتى اقتناص اللحظة المواتية للانقضاض على السلطة السياسية.
الكاتب والناشط السياسي محمود علي، يقول إنه من حين لآخر تتأرجح تحالفات جماعة الإخوان في اليمن الممثلة في حزب الإصلاح، فبين التوجه للتحالف مع الرئيس اليمني الشهيد علي عبدالله صالح في تسعينات القرن الماضي إلى تغيير البوصلة والتحالف مع الحوثيين قبل ثورات الربيع العربي التي شهدت بعدها توترا بين الجانبين قبل أن يعود هذا التحالف إلى الواجهة مرة أخرى في مواجهة التحالف العربي ضد التمرد الحوثي لاسيما بعد العقوبات التي فرضتها الدول العربية المشاركة في هذا التحالف ضد قطر بسبب دعمها للإرهاب.
ويؤكد الكثير من المطلعين على الأزمة اليمنية أن الجماعة لطالما اعتبرها اليمنيون سرطانا في جسد اليمن يتحالف مع الحوثي لاستنزاف التحالف العربي، السعودية والإمارات والبحرين، والذي يستهدف تطهير البلاد من التمرد الذي شهدته البلاد في 2014 للسيطرة على صنعاء.
تثير الحملة التي تقودها جماعة إخوان اليمن ضد النجاحات الميدانية للتحالف العربي على الأرض التساؤلات بشأن أجندة الجماعة واستمرار علاقتها بالحكومة اليمنية الشرعية.
ويلفت متابعون إلى حالة التحول الكبيرة التي طرأت على الخطاب السياسي والإعلامي لحزب الإصلاح من خلال تصريحات بعض قياداته التي باتت تهاجم التحالف العربي بشكل علني ولا تخفي في ذات الوقت انحيازها لقطر وما تمثله من توجه لتقويض الأمن في المنطقة إلى جانب تبنيها لخطاب تصالحي غير مفهوم مع المليشيات الحوثية.
يقول الناشط الإعلامي والسياسي نبيل سفيان، إنه في تناقض كبير بدأ الخطاب الإعلامي لحزب الإصلاح في العمل ضد الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي بعد النجاحات التي يحققها التحالف في الساحل الغربي وفي صعدة ضد الحوثيين كلها جعلت حزب الإصلاح يشعر بأنه في طريقه لخسارة الهيمنة على مؤسسات الشرعية وقرارها.
ويستغرب "سفيان" حالة الازدواج والتخبط التي تهيمن على الخطاب الإعلامي لجماعة الإخوان في اليمن حيث تدعي قيادة الجماعة التزامها بأهداف الشرعية والتحالف العربي بينما تكتفي بالتنصل من مواقف الناشطين والإعلاميين المحسوبين عليها بالقول إن تلك المواقف المسيئة لا تعبر عن الموقف الرسمي للجماعة.
وسبق لجهات في الشرعية اليمنية أن اتهمت حزب الإصلاح بتعطيل الحرب في أكثر من جبهة خاصة في تعز لحسابات حزبية وفي مسعى للضغط على الحكومة والتحالف العربي لإعطائه مزايا وتعهدات بالسيطرة على المؤسسات اليمنية قبل التحرير وبعده.
ومن الواضح أن التحالف العربي قرر أن يمضي في الحرب بنسق أقوى بغض النظر عن موقف حزب الإصلاح ودوره خاصة في ظل شكوك قوية بأنه يعمل على إدامة الحرب وإرباك مهمة التحالف خدمة لأجندة قطرية.
واعتبر محللون ومراقبون أن التصعيد الإعلامي لحزب الإصلاح والحملة التي يتبناها لتشويه دور الإمارات والتحالف العربي في اليمن بأنها تناقض سافر مع ما يفترض أنها مطالب الإخوان المعلنة ضد الحوثيين.
وأشار المحللون إلى أنه من غير المعقول أن يسعى الإخوان لاستعادة الشرعية في الوقت الذي يطلقون فيه حملاتهم الدعائية المستهدفة للإمارات والتحالف العربي لدعم الشرعية.
لم يكتف الإخوان المسلمون بنكران الجميل، صاروا يتجاوزون ذلك إلى الدخول في توجيه الإساءات وهو ما ينطبق تماما على ردود الفعل التي صدرت عن حزب الإصلاح بعد حملات الإغاثة والمساعدات والاستثمار في مشاريع التنمية التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة والتحالف إلى اليمن.
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قال إن "لكل حرب وأزمة كذبتها الكبرى وفي اليمن تعرضت الإمارات لحملة تشويه ظالمة لأنها تحملت مسؤولياتها تجاه أمن المنطقة بشجاعة وشهامة".
وأضاف قرقاش، في تغريدات على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "التلفيق حول دورنا في سقطرى والسجون السريّة من الأخبار الكاذبة التي بدأ يتضح زورها وبهتانها".
وأكد الوزير "تعاملنا المنهجي والحريص ضمن التحالف العربي مع ملف تحرير الحديدة وحرصنا على أرواح السكان المدنيين والبنية الإغاثية الهشة ما هو إلا دليل آخر على نهجنا نقوم بمهمتنا بكل مهنية أمام مليشيا تسترخص الأرواح وتختبئ خلف النساء والأطفال".
ولفت وزير الدولة الإماراتي إلى أن "الأخبار الكاذبة والاتهامات الباطلة ضد الإمارات فمصدرها إما عدو يتجرع الهزيمة تلو الأخرى أو تيارات سياسية عاجزة ميدانها فنادقها سجل رجال الإمارات ضمن التحالف العربي وخلال السنوات الثلاث لم يشهد إلا النصر والتقدم إلى الأمام".
وكان نائب وزير الداخلية اليمني اللواء الركن علي ناصر لخشع قد نفى وجود أي سجون سرية بالمحافظات المحررة في اليمن من أيدي مليشيات الحوثي الإيرانية.