الشرق الاوسط.. سجال في كوريا الجنوبية حول مصير 500 لاجئ يمني
يعيش مجتمع كوريا الجنوبية غير المعتاد على الاختلاط، موجة غير مسبوقة من العداء للأجانب، منذ وصول بضع مئات من طالبي اللجوء اليمنيين.
وعندما وصل نحو 550 شخصا فقط من اليمن خلال بضعة أشهر إلى كوريا الجنوبية، كانت ردود الفعل غاضبة، وخُلق سجال بين فريق مناهض لفتح اللجوء، وآخر اعتبر ذلك اختبارا للبلاد التي عانى مواطنوها قبل نصف عقد من المشكلة ذاتها.
ويقيم نحو 40 من طالبي اللجوء في فندق بسيط في مدينة جيجو. ويعيش كل أربعة منهم في غرفة واحدة لتوفير المال. ويتناوبون على إعداد الوجبات اليمنية التقليدية في مطبخ مشترك في الطابق السفلي.
وتظاهر المئات في سيول الشهر الماضي، داعين السلطات إلى «طرد المهاجرين المزيفين»، فيما وقّع نحو 700 ألف شخص عريضة على الموقع الإلكتروني للرئاسة، تدعو لتشديد قوانين هي في الأساس من أشد قوانين اللجوء في العالم.
وجاء في العريضة: «قد تكون أوروبا ارتكبت خطأ تاريخيا مع دول هي مستعمرات سابقة... غير أن ليس لدى كوريا الجنوبية مثل ذلك الواجب الأخلاقي».
وكتبت صحيفة «كيونغهينغ» اليسارية، أن طريقة معاملة (اللاجئين) ستكون اختبارا رئيسيا لحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية.
ويعتقد أن ملايين الأشخاص فروا من شبه الجزيرة الكورية خلال الحكم الاستعماري الياباني الوحشي لها، بين 1910 و1945، وأثناء الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953.
وقالت الصحيفة: «جميع الأحداث الأليمة في تاريخنا الحديث أجبرت عددا هائلا من الأشخاص على مغادرة البلاد رغما عن إرادتهم، والاعتماد على النوايا الحسنة لآخرين في دول أخرى». وأضافت: «إن احتضان هؤلاء اللاجئين فرصة لنا لتسديد ديننا للأسرة الدولية».
والكوريون الجنوبيون غير معتادين على وجود مهاجرين في مجتمعهم، إذ إن 4 في المائة فقط من السكان أجانب، غالبيتهم من الصين وجنوب شرقي آسيا، وفقا لتقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأظهر استطلاع حكومي عام 2015، أن 32 في المائة من الكوريين الجنوبيين لا يريدون أجنبيا جارا لهم، ما يتجاوز بكثير نسبة 14 في المائة في الولايات المتحدة، و12.2 في المائة في الصين.
واستفاد اليمنيون من إمكان الوصول إلى جزيرة جيجو السياحية من دون تأشيرة دخول. وهذا المكان المقصود منه تعزيز السياحة تم إغلاقه بوجه يمنيين آخرين في مواجهة الغضب.
وأظهر استطلاع للرأي أجري حديثا، أن نحو نصف الكوريين الجنوبيين يعارضون قبول طالبي لجوء يمنيين، مقابل 39 في المائة من المؤيدين، و12 في المائة لم يحسموا رأيهم.
وتقول الطالبة المعارضة لمجيء اللاجئين بارك سيو يونغ من دايجيون (20 عاما): «سمعت أن لدى اليمن سجلا سيئا جدا في حقوق النساء... وأخشى أن تصبح الجزيرة أكثر خطرا، وأن ترتفع نسبة الجرائم».