أفريكان آرغيومنتش: تحركات الإمارات في إفريقيا واليمن تستهدف تطويق المد الإيراني
وصفت نشرة الدراسات الاستراتيجية الأفريقية “أفريكان آرغيومنتش”، الإعلان المشترك للسلام والصداقة الذي أبرم مطلع الأسبوع الحالي بين إثيوبيا وإريتريا، وأنهى حالة حرب بين البلدين استمرت عشرين عامًا، بأنه يشكل أساسًا تنفيذيًا لرؤية استراتيجية متكاملة لموقع القرن الأفريقي في منظومة البحر الأحمر، والتي كان تمّ اعتمدها في الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة في الإمارات، منتصف الشهر الماضي.
وأضاف التقرير، أن التسلسل التاريخي لموقع البحر الأحمر، منذ فتح قناة السويس عام 1869، وانتهاءً بعملية تحرير الحديدة لإعادتها للشرعية اليمنية، أشار التقرير إلى سلسلة مترابطة من التطورات الإيجابية المُلفتة في “القرن الأفريقي” التي تتابعت بقوة وجدية ما تحقق في اتفاق أديس أبابا الشهر الماضي.
وأشار التقرير إلى أن هذه الاستراتيجية الجديدة للقرن الأفريقي والبحر الأحمر، التي تبنتها السعودية والإمارات منذ عدة سنوات، انطلقت أساسًا بهدف الحفاظ على أمن الشرق الأوسط وشرق أفريقيا (يربط بينهما البحر الأحمر) في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب التدريجي من المنطقة.
وأضاف أن استشعار الإمارات والسعودية للخطر الذي تمثله الطموحات الايرانية التوسعية على حساب الدول العربية، كان دافعًا أساسيًا لإحياء المشروع القديم الذي يعود إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، عندما طُرحت بين السعودية ومصر فكرة تشكيل منظومة أمنية للدول المطلة على البحر الأحمر، لكن الظروف لم تكن مواتية في حينه.
وفي ضوء الإصرار الإيراني على اختراق الأمن العربي، والوصول إلى مياه البحر المتوسط من جهة، وإلى مياه البحر الأحمر من خلال الحوثيين في اليمن، كما قالت “أفريكان ارغيومنتس”، فقد كانت الرؤية متطابقة بين القيادتين السعودية والإماراتية في وجوب أخذ المبادرة لتحصين الخاصرة العربية من عند البحر الأحمر والقرن الأفريقي، لوقف المدّ الإيراني، ولتشديد المقاطعة على الدول والأجهزة الراعية للإرهاب.
وكذلك لاحتواء الطموحات التركية في المرابطة العسكرية في البحر الأحمر والخليج، وهو ما نفذته أنقرة في قاعدة سواكن السودانية، وفي قاعدتها العسكرية بقطر، بالإضافة لخطط تركية قطرية كانت قيد التشكيل مع جيبوتي والصومال.