أمن عدن.. بطولات مستمرة

الجمعة 13 يوليو 2018 20:44:00
testus -US

رأي المشهد العربي

الأمن حاجة أساسية للأفراد، كما هو ضرورة من ضرورات بناء و تطور المجتمع و صمام أمان لبقائه، ومن هذا المنطلق كان لرجال الأمن في عدن دور واضح ومفهوم من أجل تحقيق رسالة تهدف إلى الحفاظ على أمن المواطن والوطن من المتربصين.    

وتميز أمن عدن بدور بطولي ويقظة أمنية لا تقل في بسالتها عن دور القوات المشتركة التي تقاتل من أجل استرجاع الشرعية من ميليشيا الحوثي الانقلابية.

 وتتنوع الأدوار البطولية التي يقوم بها الأمن في عدن ما بين ضبط الأمن واصطياد أخطر العناصر الإجرامية، وإحباط الأعمال الإرهابية، فضلاً عن ضبط عصابات المخدرات.

وكان لأمن عدن أيضاً دور إنساني وهو حماية وتسهيل عمل موظفي الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة وباقي منظمات الأمم المتحدة في عدن و تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة العامة في مدينة عدن .

 هذا الدور أشادت به الأمم المتحدة وذلك لكونه تعدى المفهوم التقليدي للأمن المجرد، ليصل إلى مفاصل حقيقية في حياة المجتمع، ويصيغ مفهوما جديدا يوضح حقيقة دوره المجتمعي والإنساني.

وجاءت هذه الإشادة خلال لقاء مدير أمن عدن اللواء الركن شلال علي شائع مدير أمن العاصمة عدن في مكتبة بالوفد الأممي الخاص بالشؤون الإنسانية في اليمن برئاسة السيده ليز جراند المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن والسيد ماثولي المساعد الخاص للمنسق الإنساني والسيد اندريه ريكيا مدير مكتب الأمم لتنسيق الشؤون الإنسانية وفكتوري كوبان مدير مكتب الأمن والسلامة للأمم المتحدة.

  وكذلك أشاد مدير أمن عدن بالدور الهام الذي تقوم به الأمم المتحده في عدن لتخفيف عن معاناة سكان مدينة عدن التي خرجت من حرب دمرت فيها مليشيات الحوثي بعض المنشأت العامة ومنازل المواطنين والتي ضاعفت من معاناة السكان .

 كما أشاد شلال بدور التحالف العربي وخاصة دور الإمارات

قائلا: "لم يكن دور الإمارات سوى قوة ضاربة لتحقيق الأمن والأمان إلا أنها تستهدف من قوى التخلف والإرهاب التي تتقدمها قطر".

ولأن دولة الإمارات تعلم أنه لا توجد دولة تستطيع أن تكتمل أركانها بدون الركن الأساسي لها وهو ركن رجال الأمن، الذي يحقق العدالة، والحرية، والمساواة في الوطن، دفعت في السير في الاتجاهين تحرير البلد من إرهاب الحوثي وحفظ الأمن في نفس الوقت.

وفي دراسة حديثة صادرة عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل صمام الأمان الوطن، إذ امدت السلطات بالمساعدات اللوجيتسية والأمنية والصحية ولم يقتصر دورها على الجانب العسكرى فقط.

واستعرضت الدراسة مسوغاتها بالقول: "لطالما كانت الإمارات العربية المتحدة حاضرة فى اليمن وقت الأزمات، فمنذ بداية إرهاصات الوجود الإيرانى هناك، وما تبعه من خراب على يد الميليشيات الحوثية الإيرانية، كانت الإمارات إلى جوار شقيقتها السعودية فى طلائع من وقفوا بحزم وصرامة لإفساد خطة التمدد الفارسى فى المنطقة، واصطفوا بالمال والرجال والعتاد إلى جوار الشعب فى محنته التى خلقتها الميليشيات الحوثية".

وأضافت الدراسة أن الوجود الإماراتى الداعم للإرادة الوطنية لم يكن وجوداً عسكريا فحسب، ولم يقتصر على تقديم شهداء من أبناء الدولة دفاعاً عن عروبة هذا البلد الذى كانت تحاك له مؤامرة اختطاف وتغيير هوية، بل كان الوجود دائما ومستمرا، والعطاء لم يقتصر على إصلاح ما أفسده الحوثيون، بل تجاوزه إلى الاستثمار فى الإنسان وخلق المبادرات والفرص للتعليم والتدريب والتطوير، إذ حين تحضر هذه العناصر تتضاءل فرص انتشار التطرف والعنف.

ولأن هذا البلد تنتشر فيه التحديات (الحوثيون، القاعدة، الإخوان المسلمون) فإن التعويل يكون على إنقاذ الإنسان من خطورة الفقر والجهل وتوفير أساسيات العيش الكريم.

 وخلصت الدراسة إلى أنه وفى إطار حرص الإمارات على تعزيز الأمن والاستقرار في البلد، قدمت مجموعة من المبادرات والمساعدات للأجهزة الأمنية، حيث عززت الحكومة الإماراتية قطاع الأمن ، وزودته بأدوات ومعدات البحث الجنائى، وسيارات شرطة وأخرى خاصة، فضلاً عن دعم الدفاع المدنى بسيارات إنقاذ، وتخريج دفعات قوات الدعم والإسناد.

 ولفتت إلى أن الدور الإماراتى لا يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية، إذ أنه يشمل المساعدة فى إعادة بناء وإعمار ما خلفته الحرب. وقد بلغ نصيب قطاع البناء والتنمية المدنية قيمة (125) مليوناً و(100) ألف درهم (“34” مليون دولار)، إضافة إلى التطوير القضائى والقانونى بقيمة (466) مليون درهم (“126″ مليوناً و”900” ألف دولار)، إلى جانب الخدمات الاجتماعية العامة التى وصل نصيبها من المساعدات قيمة (483) مليوناً و(600) ألف درهم ( 131 مليوناً و700 ألف دولار)، والمساعدات السلعية التى بلغت (1.6) مليار درهم (436 مليوناً و100 ألف دولار).

 وأخيراً، الأدوار الكبيرة التي تقوم بها الإمارات تتجاوز وصف المساعدات إلى إعادة بناء الإنسان والعمران، والاستثمار في المستقبل البعيد وتحصين المجتمع ضد التطرف، وتضييق الخناق على الجماعات الراديكالية عبر نشر التعليم ومكافحة الجهل الذي هو من النتائج التي تخلفها الحروب عادة.  

يُذكر أن المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات في الفترة ما بين أبريل (نيسان) 2014 إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 قد بلغت (9.4) مليارات درهم إماراتي (ملياران و”560″ مليون دولار) وكانت قد استهدفت أهم القطاعات لتنهض بمستوى الخدمات الأساسية، مثل: قطاع التعليم، وقطاع الطاقة، وقطاع البناء، وقطاع المياه، وقطاع الصحة؛ بالإضافة إلى تقديم مساعدات أخرى للمجتمع المدني. هذا إلى جانب رصد (20) مليوناً و(900) ألف درهم إماراتي (“5.7” ملايين دولار) توزعت على دعم قطاعات أخرى متنوعة.

وعلى الرغم من المجهودات العظيمة التي قام ومازال يقوم بها أمن عدن بدعم من الإمارات إلا أن عملاء قطر حاولوا بكل الطرق في تقليل جهود التحالف العربي، لكن يبقى أمام الدوحة والمرتزقة التابعين لها حقيقة مئات الشهداء من أبناء الإمارات والسعودية الذين امتزجت دماؤهم بتراب هذا البلد العربي.

وتبقى قطر عاجزة عن أن تظهر صورة حفيد الشيخ زايد آل نهيان الذي أصيب في معركة تطهير شبوة من الإرهاب الذي موله تنظيم الحمدين لزعزعة استقرار المنطقة كلها.