الوحدة في المقبرة
رأي المشهد العربي
مع كل مناسبة سياسية أو تاريخية، يستدعي اليمنيون مصطلح الوحدة الذي بات جزءا من الماضي، لكنهم لا يبدون إقرارا أو اعترافا بذلك.
وجاءت ذكرى "26 سبتمبر" لتتحول إلى محاولة من قبل القوى اليمنية المعروفة بعدائها للجنوب، للزج باسم الجنوب العربي في حالة استهداف سياسي جديد.
ذكرى 26 سبتمبر نفسها تشهد على حالة تناقض يمكن القول إنها فاضحة للقوى اليمنية، فبينما تقول إنها تحتفل بذكرى الانتصار على الإمام، ها هي اليوم تترك أراضيها في قبضة أحفاد الإمام، وهي المليشيات الحوثية الإرهابية.
وفيما مارست تلك القوى اليمنية هذه المسرحية الهزلية، فهي تسن أسنانها في استهداف الجنوب وتوجيه رسالة سياسية تنصب العداء لقضية شعب الجنوب الساعي لاستعادة دولته.
القوى اليمنية وفي مقدمتها حزب الإصلاح لم تنسَ أن تزج باسم الوحدة المشؤومة في معرض تفاعلها مع ذكرى 26 سبتمبر، رغم أن تلك القوى كان من الأحرى أن تكون معركتها هي استرداد أراضيها من أحفاد الإمام الذي يحتفلون اليوم بذكرى الإطاحة به.
القوى اليمنية لا تريد الاعتراف بالحقيقة الواقعة على الأرض، وهي أن الوحدة لا وجود لها، وأن التركيز عليها هو بمثابة معركة خاسرة تراهن عليها، تضيع فيها وقتها بعدما لفظها الجنوبيون إلى غير رجعة.
بدلا من ذلك، على القوى اليمنية التركيز على قضيتها الوطنية، وهي مواجهة الذراع الإيرانية (المليشيات الحوثية) ولفظ إرهابها الذي يشكل تهديدا مباشرا للمنطقة بأكملها.