الجنوب متماسك سياسيا.. وحاسم عسكريا
رأي المشهد العربي
ربما المتابع المطلع بدقة لتفاصيل المشهد الراهن، سيكون على علم واضح بحجم التغيرات المتسارعة والتطورات المتلاحقة التي تفرض نفسها على المشهد السياسي والعسكري بوتيرة ربما تكون غير مسبوقة.
على الصعيد العسكري، يبدي الجنوب العربي حسما وحزما يبعث بالكثير من الطمأنة للشعب بأن هناك قدرة كاملة على دحر الإرهاب مهما تكالبت قوى الشر التي يحركها الاحتلال اليمني للمساس بأمن الجنوب.
إذا كان الحسم العسكري أمرا راسخا ومتوقعا ومستقرا لدى الجنوبيين استنادا لما كان قد تحقق على مدار الفترات الماضية من نجاحات ملهمة جعلت من الجنوب رقما صعبا في المعادلة العسكرية، فإن المسار السياسي يبدو متناغما مع هذا الحسم بشكل كبير.
الوضع السياسي حاليا يمكن وصفه بأنه متماسك بشكل كبير للغاية، استنادا إلى أن حجم المكانة التي تحذوها القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، الذي نجح بفضل حكمته في وضع الجنوب في مكانة سياسية لائقة بحجم وقيمة دولة يسعى شعبها لاستعادتها ولن يتخلى عن ذلك.
هذا التماسك الجنوبي يستند إلى تمسك واضح وصريح بمسار قضية شعب الجنوب، فظهر جليا أنه مع حجم التطورات الآخذة في التصاعد على الساحة طوال الفترة الماضية، لم تحد القيادة الجنوبية مُطلقا عن مسار العمل على استعادة الدولة وفك الارتباط.
لعل هذا الأمر دفع خصوم الجنوب وأعدائه لإثارة بعض العراقيل أو يتعبير آخر الخلافات على الساحة السياسية، ليس فقط لعرقلة المسار السياسي لكن أيضا بهدف زرع عراقيل أمام تحركات الجنوب العسكرية الرامية إلى تحرير أراضيه من خطر الإرهاب.
أحدث التطورات السياسية على الأرجح تتمثل في الزيارة الحالية للرئيس الزُبيدي إلى السعودية، وهي زيارة تأتي في توقيت فارق وبالغ الدقة والأهمية.
ويثق الجنوبيون في حنكة وحكمة الرئيس الزُبيدي في تجاوز أي عراقيل قد توضع أمام مسار قضية شعب الجنوب، وقدرته على إتمام الطريق الذي بدأه المجلس الانتقالي منذ 2017، وهو تاريخ لم يكن مجرد تأسيس المجلس الانتقالي بقدر ما كان بداية سير الجنوب العربي على مسار استعادة الدولة.