الهدنة الأممية.. موقف عربي يؤازر التمديد ومخاوف من الابتزاز الحوثي
تتوجه الأنظار لما ستسفر عنه الساعات المقبلة، فيما يخص تحديدا مستقبل الهدنة الأممية التي يفترض أن تنتهي اليوم، ولا يُعرف - حتى كتابة هذه السطور - إن كان سيتم تمديدها من عدمه.
وبالتزامن مع الجهود الأممية لتمديد الهدنة، صدر بيان مهم عن جامعة الدول العربية، عبرت فيه عن ضرورة تمديد الهدنة لفترة مقبلة.
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قال إن الوضع الإنساني الخطير يمثل أولوية عاجلة، مؤكدا أن إنهاء الهدنة سوف يعيد الأزمة خطوات للوراء.
وذكر بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة، أن الأمين العام أعرب عن قلقه بسبب عدم تمديد الهدنة في اليمن التي ينتهي موعدها اليوم، وأكد أن الوضع الإنساني الخطير في اليمن يمثل أولوي.
ودعا الأمين العام، المليشيات الحوثية إلى إعلاء المصلحة العامة والانخراط بإيجابية مع الجهود الرامية إلى تمديد الهدنة الإنسانية لتخفيف حدة الواقع الصعب الذي يعيشه السكان.
كما رحب أبو الغيط، بدعم الأطراف الإقليمية والدولية لتمديد الهدنة في اليمن، وكذلك ببيان الحكومة اليمنية الشرعية بشأن تأكيدها على رغبتها في التعامل الإيجابي مع مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن لتمديد الهدنة الإنسانية.
وشدد أبو الغيط على أهمية "تعزيز الهدنة الإنسانية في اليمن لفترة أطول وبما يشمل عددا أكبر من القضايا".
ولفت إلى أن الهدنة السابقة ورغم الخروقات الحوثية المتكررة، سمحت السكان بالتقاط أنفاسهم، وساهمت في انخفاض العنف. وسهلت على المجتمع الدولي تقديم المساعدات.
بيان الجامعة العربية جاء بالتوازي مع جهود أممية تُبذل من أجل تمديد الهدنة، في حراك لا يبدو أنه يستهدف مد أجل الهدنة لفترة أخرى، لكن الأمر يشمل محاولة لبناء عملية سياسية ولو بمراحلها الأولى.
وفي ظل هذه الأجواء، أثيرت مخاوف من عمليات ابتزاز حوثية، وذلك من خلال طرح المليشيات سلسلة مطالب لتحقيق أهدافها ومكاسبها، مقابل إبداء موقف مؤيد ومرحب بالهدنة حتى وإن كانت لن تلتزم بها مستقبلا.
ولعل الدافع الأبرز لمحاولات الابتزاز الحوثية يتمثل في رغبة المليشيات في التنصل من دفع مرتبات الموظفين من عائدات الوقود عبر ميناء الحديدة، بموجب اتفاق الهدنة واتفاق ستوكهولم.
ولن تكون هناك أي جدوى حال تمديد الهدنة مع السماح للمليشيات الحوثية بالتوسع في ممارساتها التي تستهدف من ورائها تحقيق وتكوين مكاسب ضخمة، باعتبار أن هذا الأمر له انعكاسات مقلقة على الأوضاع المعيشية.