الخليج الإماراتية : حبل الخيانة يخنق قطر
قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن ما يكشف عنه اليوم بالتفاصيل الدقيقة كان معلوماً بالأمس للدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وهو الذي عجل بالمقاطعة وتقديم الشروط الثلاثة عشر والمبادئ الستة.
الفضح تم قبل شهرين من المقاطعة، وما قامت به قطر من دعم وتمويل جماعات الإرهاب في العراق تحت ذريعة فدية المختطفين القطريين كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير الصبر الذي طال، إلى أن تبين أن نظام الحمدين لا يدعم الإرهاب عن بعد، وإنما يتبنى، إلى ذلك، أفكاره ووسائله، كون «الحمدين» جزءاً من تنظيم الإخوان المسلمين الدولي.
وأضافت في افتتاحيتها الصادرة، يوم الأربعاء، هذه هي الحقيقة، وفي ضوئها يقرأ ارتباط نظام قطر بقوى وتيارات التطرف والإرهاب والظلام، من «الإخوان المسلمين» إلى «داعش» و«القاعدة» و«النصرة» و«حزب الله» وميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، الارتباط الذي مازال مستمراً، خصوصاً عبر «الأمير الوالد» حمد بن خليفة، الذي أدمن، على ما يبدو، التعامل مع الإرهاب ودعمه، وآخر هباته خمسون مليون دولار قدمها لما يسمى كتائب حزب الله.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر دولة تشتغل، بكل مؤسساتها، نحو نشر ودعم الإرهاب، وحين يتكشف أن الطيران القطري يقوم بمهام نقل الأموال من حكومة قطر إلى الإرهابيين، الأمر الذي فضحته الحكومة العراقية على رؤوس الأشهاد، فإننا أمام دولة الإرهاب الأنموذج على مستوى العالم، وكأن رعاية الفوضى والتحريض على الفتنة والقتل بعض هواية نظام قطر الذي فقد البوصلة والجهة والرشد، وتحول إلى سقوط مدوٍّ فظيع، وكأنه ينتحر.
تلك الحكاية المريرة التي بدأت صباح السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأول 2015، يوم بلغ نظام قطر خبر اختطاف 28 فرداً من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر خلال رحلة صيد في العراق، أما التتمة فإيصال مليار دولار، عبر الخطوط القطرية، إلى العراق، دعماً للإرهابيين، والذريعة الفدية، «أكبر فدية في التاريخ».
تجلٍّ آخر لمنهج قيادة وحكومة قطر في تبديد المال العام القطري على جماعات التطرف والإرهاب، ولم يعد يخفى على أحد تورط قطر في ذلك منذ أكثر من عشرين عاماً، وكما قال الشاعر العربي القديم: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا.
المخفي، في تفاصيل تفاصيله، بدأ يتكشف، فحبل الخيانة، كحبل الكذب قصير، وها هو يلتف على عنق نظام قطر يكاد يخنقه.