تناقض الرسائل الأمريكية.. المليشيات الحوثية فصيل إجرامي أم جزء من العملية السياسية؟

الجمعة 21 أكتوبر 2022 23:11:11
testus -US

تسود حالة من التناقضات الحادة في السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة في التعامل مع الإرهاب الحوثي، وسط توجيه رسائل متباينة.

الحديث عن التعامل الأمريكي مع ذكرى مرور عام منذ احتجاز المليشيات الحوثية 12 من موظفي سفارة الولايات المتحدة في صنعاء.

المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج أخذ يشن هجوما حادا على الحوثيين ويعدد صنوف إجرامهم، بينما دعاها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الإفراج عن المختطفين لتكون المليشيات جزءا من العمليات السياسية.

ليندركينج قال إن أفعال المليشيات الحوثية تشكل إهانة للمجتمع الدولي بأسره، وأكد مواصلة الجهود لإطلاق سراح الموظفين المختطفين.

وأضاف: "بعد عام كامل لا يزال 12 موظف بالسفارة الأمريكية والأمم المتحدة، وجميعهم مواطنون يمنيون، رهن الاحتجاز لدى الحوثيين دون أي مبرر، ووسائل الاتصال بهم منعدمة".

وأشار إلى وفاة خبير الإغاثة المتقاعد عبدالحميد العجمي، أحد المحتجزين، في سجن تابع للحوثيين في وقت سابق من العام الجاري، لافتًا إلى الحالة الإنسانية العصيبة التي مرت بها أسرته بسبب وفاته بعيدًا عنهم.

حدة تصريحات المبعوث الأمريكي تناقض بشكل أو بآخر دعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإعادة الموظفين إلى عائلاتهم كدليل على الالتزام بالسلام والاستعداد للمشاركة في حكومة مستقبلية تحترم سيادة القانون.

تناقض الرسائل الأمريكية يفسر حالة الضعف الشديد في التعامل مع الإرهاب الحوثي، الآخذ في التفاقم، فواشنطن وهي تفنّد صنوف الإرهاب والإجرام الحوثي يُلاحظ أنها لم تتبع أي سياسات حازمة في مجابهة المليشيات.

المثير للقلق أن هذا التعامل يُشجع المليشيات الحوثية على توسيع رقعة إرهابها المسعور، وهو الأمر الذي يتجلى بكل وضوح في تعاملها مع أي هدنة يتم التوصل إليها إذ تخرقها بالعديد من الانتهاكات.

يُلاحظ أيضا أنه مع نهاية الهدنة الأممية مطلع أكتوبر الجاري والإفشال الحوثي لجهود تمديدها، لوحظ أن المجتمع الدولي وتحديدا الولايات المتحدة اقتصر تعاملها على توجيه رسائل غير مجدية بأي حال من الأحوال دون ممارسة أي ضغوط على المليشيات.