«البيان» ترصد النشاط الخدمي والتجاري في المدينة
مدينة صيرة تستذكر هزائم الغزاة .. آخرهم الحوثي
تعد مديرية صيرة، إحدى أهم مديريات العاصمة المؤقتة عدن وأقدمها، تحتضن آثاراً تاريخية قديمة ويوجد فيها أقدم القلاع «قلعة صيرة» التي دافعت عبر التاريخ عن المدينة من الغزاة الأجانب، وصهاريج عدن التاريخية التي حمت المدينة من السيول الجارفة المتدفقة من الجبال المحيطة بها.
توجد في مديرية صيرة مدينة «كريتر» التاريخية والتي تعني بالإنجليزي «فوهة البركان» وأطلق عليها هذا الاسم أثناء فترة الاحتلال البريطاني لها وتحيط بها من الجبال من كل الجهات.
ومثل ما كانت هذه المدينة لموقعها الجغرافي المهم هدفاً لأطماع الغزو الأجنبي البرتغالي والإيراني والبريطاني، سعت الميليشيا الحوثية أيضاً مؤخراً لإخضاعها والسيطرة عليها وكانت أولى المديريات التي استخدمت الميليشيا الحوثية فيها الطيران الحربي وقصفت جبالها ومحيط قصر معاشيق، حيث يتواجد الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته.
كما كانت مديرية صيرة هدف رئيسي للميليشيا الحوثية حيث دفعت بالآلاف من مقاتليها الى اقتحام المدينة، في العام 2015 بهدف السيطرة على قصر معاشيق لما له من دلالة سياسية مهمة.
مقاومة باسلة
أثناء مساعي ميليشيا الحوثي لاجتياح مديرية صيرة مطلع شهر أبريل 2015 تشكلت طلائع مقاومة من شباب المديرية، دافعوا عنها بكل شجاعة واستبسال، وصمدوا في وجه الميليشيا الحوثية التي كانت تملك مقدرات الدولة من دبابات وأسلحة ثقيلة.
صمدت فيها المقاومة لأسابيع رغم شح الإمكانيات، وعندها لجأت الميليشيا الحوثية الى استخدام سياسية الأرض المحروقة وقصفت بدباتها منازل المواطنين وقطعت عنهم الماء وحاصرتهم، حتى تمكنت من الدخول الى مدينة كريتر والسيطرة على قصر معاشيق، قبل ان يتدخل التحالف العربي ويدعم المقاومة ويعيد ترتيبها وتتمكن من طرد الميليشيا الحوثية مجدداً ليس فقط من كريتر ولكن من كل عدن وخلال اقل من شهرين.
عودة الحياة للمدينة
خلفت ميليشيا الحوثي دماراً كبيراً في المدينة، وتسببت بقطع خدمة الكهرباء والماء ودمرت المرافق الحكومية، وتسببت في نزوح أبناء المدينة وهو ما حولها الى مدينة أشباح.
ساهمت جهود التحالف العربي، بمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، بإعادة تطبيع الحياة في المدينة عقب التحرير ولا سيما دعم قطاع الخدمات الكهرباء والماء وصيانة المدارس والمستشفيات، وساهمت هذه الجهود في عودة النازحين الى مدينتهم التي أحبتهم وأحبوها وأعادوا لها الحياة مجدداً.
ومثل ما كانت هذه المدينة قاسية مع الأعداء بحكم ما وهبها الله من تضاريس طبيعية سخرها الإنسان للدفاع عنها كالصهاريج وقلعة صيرة، هي اليوم تستقبل زائريها وتكرمهم بفضل ما وهبها الله من جمال وسواحل غنية بالأسماك النادرة.
جولة ميدانية
ورصدت «البيان» أوضاع المدينة وزارت سوق السمك وهو احد اشهر أسواق السمك في المدينة، حيث يتم جلب السمك من البحار وبيعه في السوق بالجملة والتجزئة.
كما يوجد بجوار سوق السمك عدد من المطاعم الشهيرة بالأكل اليمني، يقوم الزائرون للمدينة بشراء السمك الطازج من السوق والذهاب به الى المطاعم القريبة لتجهيزه ضمن وجبات يمنية شهيرة تقدم وتلقى اقبالاً كبيراً من قبل السكان والزائرين على حد سواء.
والتقت «البيان» بعدد من المواطنين والصيادين، الذين تحدثوا عن الأوضاع في مدينتهم.
وقال الصياد عبده محمد: «نحمد الله أن عدن مدينة آمنة. نذهب ونصطاد ونعود بالصيد الوفير لنبيعه في الأسواق، ولا مقارنة بين فترة احتلال الحوثي للمدينة، حيث توقفت أعمالنا ونزحنا منها».
بدوره قال احمد اليافعي، إنه اعتاد على شراء السمك من السوق والذهاب به إلى المطاعم القريبة، وقال إن عدن تشهد استقراراً كبيراً عكس نفسه بشكل إيجابي على حياة المواطن والنشاط التجاري في المدينة التي تستقبل النازحين من كل أنحاء اليمن.