الأطفال في زمن الحوثيين.. انتهاكات بالجملة تقتل الطفولة وتفخخ مستقبلها
ليان فائز ردمان، طفلة في ربيعها الثالث، كانت تقف مساء الخميس الموافق: 21/6/2018 أمام منزلها بشارع الـ30 في محافظة تعز، تعيش أجواء العيد وفرحته، وأتت رصاصة قناص (ذئب بشري تابع لمليشيا الحوثي) لتقنصها وتحرمها وأسرتها فرحة العيد.
حكاية ليان ومقتلها على يد قناصة مليشيات الحوثي، حالة ضمن الآلاف من القصص المأساوية الناتجة عن جرائم المليشيا بحق أطفال اليمن، الذين يعانون شتى صنوف الانتهاكات، تتوزع بين قتل وتشريد وتجنيد إجباري وحرما ن من التعليم، واستغلالهم كدروع بشرية، وفي زراعة الألغام، الأمر الذي ينذر بجيل مشبع بالعنف والقتل ومفخخ بأفكار متطرفة.
حوالي 1500طفل يمني قتلتهم مليشيا الحوثي، وأكثر من 4000 مصاب، حسب ما رصدته وزارة حقوق الإنسان اليمنية منذ مارس 2015م وحتى أبريل 2018م، إضافة إلى رصد تحالف رصد الحقوقي اليمني تجنيد مليشيا الحوثي 1200 طفل خلال عام وربع، وغيرها من الانتهاكات بحق الطفولة في اليمن، والتي تبين مدى فظاعة الجرم الذي ترتكبه المليشيا الإيرانية، وترد على بعض المنظمات والجهات الخارجية التي تحاول وعبر تقارير مغلوطة ابتزاز التحالف العربي.
1500 طفل قتلتهم المليشيات
الحكومة اليمنية وعبر بعثتها في الأمم المتحدة، استعرضت في الثالث والعشرين من يونيو وخلال مشاركتها في ندوة عن الوضع الإنساني في اليمن بجنيف، حالة حقوق الإنسان في اليمن عامة والحديدة على وجه الخصوص. وخلال الندوة كشفت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أن إجمالي حالات الانتهاك لحقوق الإنسان من قبل مليشيات الحوثي، منذ مارس 2015م وحتى أبريل 2018م، بلغت 18491 قتل منهم 1372 من الأطفال، فيما بلغ عدد المصابين من الأطفال 3882، من أصل 30362 جريحاً، في حين بلغ عدد ضحايا الألغام من الأطفال 204 قتلى وإصابة 307.
وفيما يخص عمليات الاعتقال فقد أكدت الوزارة أن عدد المعتقلين من الأطفال بلغ 84 طفلاً. وأكدت الوزارة أن مليشيا الحوثي وخلال معركة الحديدة عملت على الزج بعدد كبير من الأطفال بالمعركة.
تجنيد 1200 طفل خلال عام وربع
اختطاف الأطفال في وضح النهار من المدارس أو المنازل وأخذهم عنوة من أسرهم، تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب والزج بهم في الجبهات، تعد من أبشع الانتهاكات التي تمارسها مليشيات الحوثي الإيرانية بحق أطفال اليمن، والتي أكدتها مراكز حقوقية. وفي أحدث تقرير حقوقي يمني، والذي صدر في يونيو، وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، 305 حالات تجنيد أطفال خلال الفترة من يناير وحتى مايو من العام 2018 من قبل مليشيا الحوثي، مبيناً أن 70% من الأطفال المجندين خلال تلك الفترة قتلوا في الجبهات، فيما لا يزال 13% مستمرين في الجبهات، و9% أسرى لدى الشرعية «يتم إعادة تأهيلهم»، إضافة إلى8% جرحى بالجبهات.
وكان تحالف رصد قد وثق 902 حالة تجنيد أطفال من قبل الحوثيين خلال عام 2017، فيما تشير تقارير منظمات المجتمع المدني اليمني إلى أن ثلث مقاتلي المليشيا الحوثية من الأطفال.
انتهاكات المليشيا تفند محاولات ابتزاز التحالف
مأساة أطفال اليمن التي تتزايد كل يوم بتزايد الانتهاكات بحق الطفولة من قبل مليشيا الحوثي واستخدامهم في أعمال عسكرية، تدين المليشيا وتثبت تورطها، بتلغيم مستقبل الطفولة. وبالنظر إلى عدد الضحايا من الأطفال الذين طالتهم انتهاكات مليشيا الحوثي الإيرانية، حسب ما كشفت عنه وزارة حقوق الإنسان اليمنية، بالإضافة إلى حالات توثيق تجنيد الأطفال، يتبين حجم وجسامة الانتهاكات التي تمارسها المليشيا بحق الطفولة في اليمن.
ولعل المعلومات التي أوردتها وزارة حقوق الإنسان وتحالف «رصد»، تأكيد على أن المليشيا الحوثية ترتكب جرائم بحق الأطفال من التجنيد إلى استغلالهم في زرع الألغام، واستهدافهم في القصف والقنص، وهي تفند بعض المزاعم والمعلومات المغلوطة التي أوردتها تقارير حقوقية مزيفة ومسيسة، وترد على ما ورد فيها من معلومات تجيرها بعض الجهات في محاولة لابتزاز التحالف العربي.
استخدم الأطفال لزرع الألغام
استغلال مليشيات الحوثي للأطفال واستخدامهم في زراعة الألغام، يضاف إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإيرانية بحق الأطفال في اليمن. حيث كشف وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، في الخامس والعشرين من يونيو، أن ميلشيا الحوثي المدعومة من إيران لجأت إلى استخدام الأطفال لزرع الألغام في المناطق التي يطردون منها، كما تعمدوا تفخيخ المنازل والمستشفيات ودور العبادة تهديداً للمدنيين فيها. وأضاف عسكر، أن مليشيا الحوثي كلفت الأطفال بزرع الألغام سواء في المناطق التي يطردون منها، أو على الحدود اليمنية السعودية، وأدت إلى مقتل الكثير منهم. وحول كيفية استدراج هؤلاء الأطفال لأداء هذه المهام، قال الوزير اليمني: «استغلت ميلشيا الحوثي الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والطبيعة القبلية المتشابكة في اليمن لاستقطاب وتجنيد الأطفال»، وفى هذا السياق تقدم الإغراءات المالية والوظيفية لتجنيد الأطفال حيث يتم استغلال الفقر، وتدنى الحالة الاقتصادية، إذ تقوم العديد من الأسر بإرسال أبنائهم للانضمام إلى الميلشيات مقابل الحصول ما يقرب من 50 ألف ريال يمني شهرياً (حوالي 150 دولاراً)، في محاولة لتوفير موارد مالية تساعدهم على توفير الحد الأدنى المطلوب من احتياجاتهم اليومية، خاصة في بعض العائلات التي يصل عدد أفرادها إلى 15 فرداً بحسب مقابلات تم عملها مع الأطفال المجندين وأسرهم، يضاف لذلك عمليات التعبئة الدينية التي تقوم بها ميلشيات الحوثي، خاصة في محافظة صعده، حيث لجأوا إلى تخصيص حصص أسبوعية لطلاب المدارس تتحدث عن فضيلة الحروب.
الحكومة اليمنية تطالب بمضاعفة الجهود لحماية الأطفال
الحكومة الشرعية وعلى لسان وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، قالت إنها سلمت فريق الخبراء الدوليين، أثناء زيارتهم لليمن في مارس من العام الجاري ملفاً بانتهاكات مليشيا الحوثي، وطالبت بمضاعفة الجهود الدولية لتحسين أوضاع حقوق الإنسان التي تفاقمت منذ انقلاب المليشيا.
وقال محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان باليمن، حينها، إن الحكومة قامت بتسليم لجنة الخبراء ملفاً بجميع الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي وكيفية استغلال الأطفال بعملية التجنيد القسري والطرق العشوائية في زرع الألغام وما نتج عنها من ضحايا ومعاناة للأسر المهجرة. ودعا المسؤول اليمني إلى ضرورة مضاعفة الجهود الدولية لتحسين أوضاع حقوق الإنسان التي تفاقمت منذ انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة في عام 2014، والعقوبات الجماعية التي تفرضها المليشيا على كل من يخالف عقائدها ومبادئها الطائفية.
تجنيد يرافقه انتهاكات بحق الأطفال
المدير التنفيذي للتحالف اليمني مطهر البذيجي، أكد خلال كلمة له في مجلس حقوق الإنسان، أن مليشيا الحوثي الانقلابية مارست شتى أنواع الاستقطاب للأطفال بالترغيب والتعبئة الفكرية أو بالتجنيد الإجباري. وكشف عن أن عملية التجنيد الإجباري للأطفال يرافقها كثير من الانتهاكات أبرزها حرمان الأطفال من التعليم والاستغلال الجنسي من قبل المجندين الأكبر سناً، وكذلك تم قتل الكثير من الأطفال أثناء اشتراكهم بأعمال عسكرية. وطالب الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بحماية الأطفال في اليمن في ظل وجود الجماعات المسلحة وعلى رأسهم مليشيا الحوثي.