شبح الجوع ...!!
ناصر التميمي
كل المعطيات تشير الى أن الوضع الإقتصادي والمعيشي في الجنوب ،قد وصل الى مرحلة صعبة جداً ،وهذا مش كلامي أنا بل هو كلام المحللين الإقتصاديين الذي يرون أن الوضع الإقتصادي يعيش في مرحلة صعبة ومخيفة جداً والشاهد الحقيقي الذي يمكن أن نستدل عليه هو أن الواقع الملموس على الأرض هو خير دليل على مانقول ولا يحتاج ذلك الى أي تعمق في التحليل فحسب ،بل كل الناس تعيش في هذا الوضع المعيشي المخيف والذي ينذر بحدوث كارثة كبيرة لم يسبق لها مثيل في تاريخنا القديم والحديث مالم يتم انتشال هذا الوضع المزري من قبل الجهات المسئولة لاسيما المجلس الرئاسي وحكومة المناصفة لوضع المعالجات العاجلة لإنقاذ مايمكن انقاذه اذا توفرت لديهم الرغبة وخاصة الطرف المعرقل .
كل الحكومات السابقة منذ مابعد احتلال العاصمة اليمنية صنعاء من قبل المليشيات الحوثية ،ودخول المنطقة في الحرب التي مازالت رحاها تدور على مدى ثمان سنوات دون أن نرى نهاية لها في القريب العاجل في ظل صمت المجتمع الدولي عن كل الجرائم التي ترتكبها مليشيات ايران سواء في الجنوب أو اليمن ،لم تقدم شي للمواطن الذي أنهكته الحرب وراحت تلهث وراء مآربها الشخصية والحزبية وتركت مسئوليتها الحقيقية في خدمة المواطن بل كانت عصا غليظة لتمرير كثير من الأجندات على حساب الملايين من الغلابى الذين استباحوا حقوقهم ونهبوا ثرواتهم وتركوهم فريسة سهلة لضباعهم الجوعى التى التي لايهمها مصلحة المواطن بقدر مايهما هو اشباع رغباتها فقط ،فليذهب المواطن الجحيم .
سقطت كل الحكومات التي سبقت حكومة المناصفة ،دون أن تغير شي في في كافة الملفاتةالشائكة ومنها الاقتصادي والعسكري والمعيشي والخدماتي وملف الرواتب الذي أصبح بمثابة عقبة كأدأ أمام هذه الحكومات التي أدارت ظهرها للوراء وتركت الحبل على الغارب كما يقول المثل ،وبعد الإعلان عن تشكيل حكومة المناصفة كنتيجة من نتائج اتفاق الرياض استبشر المواطن بالخير وكان أمله الوحيد أن تنتصر هذه الحكومة للغلابى وتعمل على الإهتمام بالجانب الإقتصادي ومعالجته ووضع حد للانهيار المستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية لكن للأسف الشديد لم يحصل اي تغيير ولم يتم حلحلة هذه الملفات التي باتت الشغل الشاغل للمواطن في الجنوب الذي يكابد الحرب العسكرية وحرب الخدمات والغلاء المعيشي من قبل الجهات النافذة في القوى اليمنية التي لاتريد الخير لشعب الجنوب ،فهي الطرف المعرقل لأي جهود تبذل من أجل معالجة الأوضاع على كافة المستويات بحجة أن الجنوب سيذهب الى الإنفصال.
سنوات تمضي والملفات التي تمس حياة المواطن محلك سر لاجديد فيها بسبب أن الطرف المعرقل لحكومة المناصفة مايزال يضع العراقيل والعقبات أمام أي مساعي تسير في طريق اصلاح الوضع المعيشي ،لكن الأخوة في الشمال ليست لديهم الرغبة في احداث أي تنمية في الجنوب ولايرغبون في قتال المليشيات الحوثية بل يعملون لخدمتها اكثر مما يسعون لانقاذ أهلهم من بطش آلة المليشيات التي باعت نفسها رخيصة لخميني إيران ،لكنهم لايرون فيها عدو لهم بقدر ماهم يعتبرونهم اخوة ولايحق قتالهم حتى وإن سفكوا الدماء لايهمهم ذلك ،كل مايهمهم هو التوجه الى الجنوب لاعادة احتلاله مرة اخرى، فهذا لن يتحقق لهم امام صمود شعبنا الأبي .
مادفعني لكتابة هذا المقال المتواضع هو مارأيته بأم عيني لأحد أبناء الشعب الحضرمي وهو يبحث عن بقايا الأكل في صندوق القمامة ،هذا المنظر المؤلم دفعني الى البحث عن عنوان لمقالي هذا عن الواقع الذي وصل اليه المواطن في حضرموت خصوصاً والجنوب عامة من معاناة بينما ثرواتنا تذهب الى جيوب الفاسدين وأعداء الشعب والله جريمة بحق الإنسانية لم يسبق لها مثيل في تاريخ حضرموت أن يصل الحال للمواطن الحضرمي الى درجة أنه يبحث عن لقمة ليسد بها رمق جوعه في كومة القمامة ،اذا كان هذا الوضع حاصل في حضرموت فما بالكم في المحافظات الجنوبية الأخرى كعدن والضالع ولحج وابين وشبوة ياترى كيف سيكون حالهم المعيشي .
كثيرة هي المواقف المؤلمة التي تواجهنا في وطننا الحبيب جراء المعاناة التي وصل اليها شعبنا وتدهور سعر العملة المحلية وانقطاع الرواتب وتدهور االخدمات ،وصمت الحكومة عن مايجري للمواطن الذي لاحول له ولاقوة فالأمر بات اليوم خطير جداً أكثر من أي وقت مضى وبات ينذر بحدوث مجاعة كبيرة للشعب فجرس الإنذار مايزال يقرع في اشارة ان الوضع المعيشي لم يحتمل فعلى الجهات المسئولة الأسراع في وضع الحلول المناسبة لمعالجة هذه الأزمة التي باتت تؤرق حياة الشعب قبل أن يقع الفاس في الرأس وعندها لن ينفع الندم وان غرقت السفينة فإنها سيغرق الجميع معها وهذا مالا نتمناه أن يحدث لشعبنا المكافح والصابر رغم الحمولة الثقيلة الواقعة عليه .
ياجماعه نحن مافهمنا حكاية المجلس الرئاسي فهمونا هل لديه جديه في وضع الحلول لمعالجة الوضع القائم ؟أم لايرغب في ذلك ؟ولماذا غاض الطرف عن مايجري للشعب من معاناة ؟ نحن حاولنا ايجاد تفسير لحكاية هذا المجلس فعجزنا عن فهم مايجري في اروقته ؟انا شخصياً أعتقد ان الطرف الشمالي في هذا المجلس لديه نوايا اخرى وأجندات خبيثة يريد تمريرها عبر هذا المجلس تخدم مصالحهم الشخصية ومشاريعهم الخبيثة التي يريدون تمريرها ،لكنهم انصدموا بالطرف الجنوبي الذي خبط عليهم الرصة وافشل كل المؤامرات الخبيثة التي كانوا يستهدفون بها الجنوب ومجلسه الانتقالي الذي وقف لهم بالمرصاد ،فاصابهم بالهستيريا ،قد قنا لكم ياجماعة لن تفلحوا بعد اليوم مهما حاولتوا التباطؤ في تحرير أرضكم فمجلسنا لديه سياسة النفس الطويل وسوف يسير معكم حسب الوعد المحدد ،مالم تحرروا عاصمتكم من المليشيات فعدنها سيكون لكل حدث حديث ،وصبرنا لن يطول أبدا.فصنعاء امامكم اذا اردتم تحريرها .
على قيادتنا السياسية في المجلس الإنتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي الضغط على هذه القوى المعرقلة للتنمية في الجنوب بقوة لانقاذ الناس من الحالة المعيشية الصعبة التي وصلوا اليها وحولت حياتهم الى جحيم من الحرمان والعوز إن ارادت القوى اليمنية الذهاب الى تنفيذ اتفاق الرياض وسحب قواتهم لقتال المتمردين والشروع في حلحل بقية الملفات الأخرى مالم يلتزموا بذلك ،فإتخاذ القرار المناسب لتحرير ماتبقى من أراضي الجنوب واجب وطني وضرورة ملحة لانقاذ شعبنا الذي يعاني من شبح الجوع الذي وصل الى كل بيت وبات يهدد الجميع من شرفاء الجنوب المتلهفين للحرية والخروج من عنق الزجاجة ،فلا مجال للتأخير لأن العواقب ستكون وخيمة والشعب على يقين بأنكم ستوفون بوعودكم التي قطعتوها في أكثر من مناسبة وإن غدا لناظره لقريب ...!!