التحالف يخترق كيان قبلي حوثي .. وخطة استراتيجية جديدة لمواجهة المليشيات
عملت مليشيا الحوثي الانقلابية، على إعادة رسم خارطة القوى القبلية في مناطق الشمال وفق مشروعها الطامح إلى تسيد المشهد في الجزء الشمالي من اليمن، ولكن سرعان ما انقلبت القبائل على المخطط الطائفي، برفض مشايخ صعدة للمشروع المستلب من ملالي إيران في البلاد.
وأسست المليشيا ـ حسب تقارير صحيفة، إطاراً قيادياً قبلياً فرضته كجناح آخر لها أسوة بالجناح العسكري والسياسي والأمني، وكان الإعلان عن هذا التشكيل بداية 2013 وذلك ليكون ذراعاً لها، مهمته إعادة تشكيل المجتمع اليمني وقياداته وارتباطاته ونسج المؤامرات لتفتيت بنية القبيلة بالتوازي مع النشاط ضد الدولة ومؤسساتها.
وأطلقت الميليشيا اسم مجلس “التلاحم القبلي” على هذا التشكيل، وجعلت له أهدافاً معلنة لا تخفي نيتها المبيتة، وكان ضمنها جمع القبائل والنخب في إطار يعمل على استعادة دور القبائل الإيجابي وإيجاد دولة ذات نظام شورى يحفظ للشعب حريته وكرامته وحقوقه، تعطي لهم دوراً فعالاً وإسهاماً واسعاً في جميع الميادين والصعد، فيما كان يعني ذلك أن الميليشيا الإيرانية كانت تتحدث عن دولة خاصة بها وقبيلة تابعة لها وهو ما حصل لاحقا من أَثناء الانقلاب واختطاف الدولة بعد عام ونصف فقط من إعلان التشكيل القبلي الجديد.
طرد الشيوخ
وقبل أن تجتاح الميليشيا صعدة، وتفرض سيطرتها الكاملة عليها، طردت أبرز شيوخ القبائل المناهضين لها ممن وقفوا مع الدولة في الحروب ضد التمرد الحوثي، وتفرض من يوالونها ليتحول أبرز شيوخها إما نازحين في صنعاء أو موالين للميليشيا بمشروعها الطائفي القادم من فارس.
وكان أحد أبرز مشايخ اليمن الشيخ صغير بن عزيز، نائب رئيس الأركان الحالي في جيش الشرعية، هو أحد قادة القوات الخاصة التي كانت تحت قيادة نجل صالح، أحمد علي صالح، وكان تعرض لهجوم حوثي انتهى بتفجير منزله في حرف سفيان الواقعة بين صعدة وعمران، ولم تقدم له قوات صالح ونجله حينها المساندة الكافية لينتقل ابن عزيز إلى صنعاء ويترك قبيلته الكبيرة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية التي طوعتها وحولتها إلى رقم قبلي جديد يضاف إلى خزينتها.
وبذلك خرجت الميليشيا من مربعات صعدة الجغرافية إلى عمران، ليشكل هذا الاختراق بداية الحملة المسعورة للميليشيا الحوثية ضد القبيلة اليمنية وبنيتها ورمزيتها التاريخية كمكون مساند للدولة ومواجه للمشاريع التفكيكية القادمة من خارج الحدود.
إنقاذ صعدة
وعملاً بمعرفة ودراية التحالف للمكون اليمني بحكم المحيط الشامل للدول المؤسسة والمشتركة لاستعادة شرعية البلاد، فتح التحالف قنوات تواصل مع الرموز القبلية والمشايخ، ليتكشف لهم مآرب وأهداف الحوثي ونواياه في اختطاف البلاد ووضعها لقمة سائغة بين يدي ملالي إيران، لينحوا صفاً مع التحالف والشرعية ويتم تحييدهم في الحرب وليبقوا في مناطقهم، ليبدأ الترتيب في كيفية مشاركتهم في طرد الميليشيا وفقاً للوضع الميداني، وهو ما حدث تماماً بمحافظة البيضاء.
بعد أعوام من العمل والتمويل والبناء الهيكلي والتخطيط، وجد الملالي أنفسهم ملاحقين بهزائم في كل المحافظات اليمنية، حيث فشلت مشاريعهم، ولم تكن تلك السقطات العسكرية أقل وقعاً على مسامع خامنئي وحرسه من نسف مشروعهم الطائفي أمام حائط جغرافيا القبيلة اليمنية والساحل الغربي للبلاد.