فدية المليار دولار للتنظيمات الإرهابية تحاصر أمير قطر في لندن

الاثنين 23 يوليو 2018 00:46:58
testus -US

كيف نرحب بمن دفع مليار دولار للإرهاب

العرب اللندنية

تحاصر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأسئلة من قبل كبار المسؤولين البريطانيين أثناء زيارته إلى لندن، بشأن علاقة بلاده بدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة، إثر كشف هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي الأسبوع الماضي ما صار يعرف بفدية المليار دولار التي دفعتها قطر إلى ميليشيات مسلحة في العراق وسوريا.


وسيواجه الشيخ تميم في لندن نفس الأسئلة المزعجة بشأن استخدام ثروة بلاده الهائلة في دعم التنظيمات المتطرفة، التي سبق أن أطلقتها عليه الأوساط السياسية البريطانية في زيارته الأولى إلى بريطانيا عام 2014.


وقالت مصادر دبلوماسية بريطانية إن الزيارة التي بدأها الشيخ تميم إلى لندن، الأحد، تندرج ضمن جهود الدوحة لتبديد الصورة التي باتت لصيقة بالنظام القطري بصفته راعيا للإرهاب في العالم.


وأضافت المصادر أن الشيخ تميم يسعى لتخفيف الضغوط البريطانية على الدوحة في مجال مكافحة الإرهاب، وهي ضغوط بدأت تكشف عنها بشكل مطّرد وسائل الإعلام البريطانية.


وأكدت أن بريطانيا باتت منزعجة من عدم تمكن الدوحة من ترتيب علاقاتها مع دول المقاطعة العربية كما من تواصل التقارير الجديدة التي تكشف أنشطة الدوحة في التعامل مع جماعات الإرهاب في العالم.


ولفت هؤلاء إلى أن التقرير الذي بثته بي.بي.سي عن قضية الأموال التي دفعتها قطر لحزب الله العراقي المصنف إرهابيا لدى دول العالم يكشف أيضا عن نفاد صبر بريطانيا من الدور القطري الملتبس والمهدد للسلم العالمي.

ومن المقرر أن يلتقي أمير قطر، الثلاثاء، برئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي. ويرجح المراقبون أن تثير ماي مع الشيخ تميم مسائل تتعلق بالاتهامات الموجهة ضد قطر في مجال التورط بدعم الإرهاب.


وتنظم المعارضة القطرية في العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة عدد كبير من الجاليات العربية، مظاهرات ووقفات احتجاجية حصلوا بشأنها على تصاريح من الجهات الأمنية، لتكون أمام البرلمان، عصر الاثنين، ضد زيارة أمير قطر إلى لندن.


وأوضح المنظمون في الطلب أن بريطانيا تستقبل أمير دولة بوليسية تنتهك الحريات الأساسية لمواطنيها، وتلقي بأصحاب الآراء الحرة في المعتقلات وتعرضهم للتعذيب الوحشي ومختلف الممارسات المهينة للكرامة البشرية، ولا تحترم حقوق العمال الوافدين وإنسانيتهم، ما أدى بالفعل إلى وفاة المئات من العمال الأجانب.


وسيسعى الشيخ تميم وفق بعض التقارير إلى بحث مسألة توقيع صفقة أسلحة بريطانية لقطر في محاولة منه للتخفيف من غضب لندن حيال أنشطة الدوحة.


وقال خالد الهيل، المتحدث باسم المعارضة القطرية، “إن بريطانيا تشهد احتقانا كبيرا في الأوساط السياسية ضد زيارة تميم بن حمد المرتقبة إلى لندن خاصة أن من ضمن أجندته صفقة أسلحة”.


وتساءل الهيل عبر حسابه الرسمي على تويتر “ما الضمان أن هذه الأسلحة لن تنتهي في يد إيران أو الميليشيات الإرهابية التابعة لها خصوصا بعد فضيحة المليار دولار التي عززت صفوف الإرهابيين”.


وكانت هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي قد نشرت تقريرا للصحافي باول وود، كشف فيه تفاصيل جديدة حول الصفقة القطرية التي تقدر بمليار دولار ودفعتها الدوحة إلى كتائب حزب الله العراقي والمصنفة كتنظيم إرهابي في العديد من الدول، للإفراج عن عدد من أبناء الأسرة الحاكمة الذين دخلوا جنوب العراق بغرض الصيد، فضلا عن دفع أموال إلى جبهة النصرة الإرهابية والدخول في اتفاق المدن الأربع لتهجير أبناء الشعب السوري من مدنهم مقابل الإفراج عن الصيادين القطريين.


وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت تفاصيل الصفقة في أبريل 2018، لكن الجديد في تقرير بي.بي.سي إظهار وثائق تدين قطر وتثبت علمها بهوية الإرهابيين الذين كانت تتعامل معهم، وأيضا أنها كانت تدفع أموالا لميليشيات إرهابية مسلحة بعد أن كانت تصر على أنها دفعت أموالا كفدية لحكومة العراق.


ويأتي تقرير بي.بي.سي ليضاف إلى تقارير نشرتها سابقا وسائل إعلام بريطانية ركزت على اتهام قطر باستخدام ثروتها الهائلة من النفط والغاز في دعم الإسلاميين والتيارات الجهادية في أرجاء منطقة الشرق الأوسط.


وقطر من أغنى دول العالم واستثمرت أموالا طائلة في الشركات والعقارات البريطانية. ومن بين هذه الاستثمارات أعلى مبنى في لندن “ذا شارد” الذي مولته الأسرة الحاكمة في قطر ومتجر هارودز الذي تملكه هيئة الاستثمار القطرية التي تمثل صندوق الثروة السيادية.

ورجح مراقبون بريطانيون أن يستمر الشيخ تميم في نفي الاتهامات ضد قطر مستخدما خطاب التعاون والاستثمارات المالية كأداة لتبريد القلق الغربي الذي يواجهه مع كل العواصم. غير أن هؤلاء أكدوا أن الحكومة البريطانية وشركات القطاع الخاص في بريطانيا بدأت تنظر بريبة إلى الإغراءات المالية والاستثمارية التي تعرضها الدوحة على الشركاء الغربيين بما في ذلك البريطانيون.


ويلفت بعض المعلقين إلى أن تقارير متعددة تؤكد أن دولا بدأت تضغط باتجاه سحب تنظيم قطر لكأس العالم عام 2022 لأسباب موضوعية ترتبط بأبجديات تنظيم الألعاب الدولية ولأسباب ترتبط بالشكوك التي شابت عملية اختيار قطر لتنظيم الاستحقاق الكروي المقبل.

ويضيف هؤلاء أن هذه التقارير تجمع على أن لندن ستكون بديلا جاهزا وناجعا لتنظيم المونديال عن الدوحة.
واعتبر آندي هارفي الأستاذ في جامعة سوانسي أن ضغط قادة العالم على قطر لتغيير سلوكها يمكن أن يثبت فعاليته في تحقيق نتائج مهمة.


وقال “إنها فرصة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كما لقادة العالم لتذكير أمير قطر بأنه سيكون من غير المقبول بالنسبة لهم إقامة كأس العالم مع عدم احترام حقوق الإنسان في بلاده”.