باحث سياسي: قطر منحت زعماء إيران مئات الملايين من الدولارات
شدّد الدكتور مجيد رافي زاده، الباحث السياسي، على أنّ إحدى الظواهر التي تجعل النظام الثوري الإيراني مغايراً للدول العقلانية الأخرى تكمن في المقاربة التي يستخدمها في التعامل مع حلفائه، مشيرا إلى أنّ تمتع البعض بعلاقة ديبلوماسية مع الملالي أو اصطفافه بجانبهم لا يعني أنّ هؤلاء لن يستغلوه بطريقة قسرية.
هنالك مثل بارز على ذلك، وهو التقرير الذي أعدته مؤخراً هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" والذي كشف وثائق سرية عن وجود صلات بين قطر والنظام الإيراني وميليشياته ومجموعات إرهابية أخرى. هذا التطور مهم لأنه يظهر عدداً من المسائل، منها في البداية، أنّه حتى مع إعلان إيران أنّ قطر هي حليف مقرّب منها، فقد استغلّت طهران مواطني حليفتها المخطوفين في العراق كبيادق من أجل تعزيز طموحاتها التسلطية.
يتابع رافي زاده، في مقال له صحيفة "ذي أتش راب نيوز" السعودية، أنّ الزعماء الإيرانيين حصلوا على مئات الملايين من الدولارات بفعل صفقة الرهائن السرية.
وحصل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني على 50 مليون دولار بالحدّ الأدنى، كما تحوّل قسم من أموال الصفقة إلى الميليشيات المدعومة من إيران. يدل ذلك إلى استخدام الحرس الثوري لاستراتيجية سياسية داهية بحيث بدا أنّ الإيرانيين حاولوا الربط بين إطلاق سراح الرهائن بالدور القطري في سوريا واليمن.
من بين ما أراده الخاطفون، برز مطلبان بمغادرة قطر التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين في اليمن وبضمان إطلاق سراح الجنود الإيرانيين الذين احتجزهم الثوار في سوريا. من الواضح أنّ هذه المطالب تهدف إلى تعزيز مصالح طهران الإقليمية. وبينما تحاول إيران توسيع نفوذها السياسي والعسكري في سوريا واليمن، تمارس في العراق نفوذها بطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال أكثر من 40 ميليشيا إيرانية تعمل تحت مظلة الحشد الشعبي.
أكّد رافي زاده أنّه بالنسبة إلى الدور القطري في صفقة الرهائن السرية، لا تستطيع الدوحة لعب دور الضحية.
وأوضح إنّ المعلومات المكشوفة والرسائل النصية والاتصالات الهاتفية تثبت أنّ قطر تآمرت مع الحرس الثوري وحزب الله لتحويل مليار دولار لصالح إيران وميليشياتها من أجل إطلاق الرهائن.
ومما يثير الاهتمام أنّ مسؤولين قطريين اعترفوا بعد نشر التقرير بأنّ النصوص والرسائل الصوتية هي صحيحة بحسب ما أوردته "بي بي سي".
ويؤكد التقرير أنّ قطر دفعت وتآمرت مع أفراد وكيانات إما مصنفون على أنهم مجموعات إرهابية أو أنهم رعاة بارزون للإرهاب الدولي. وتتضمن اللائحة حزب الله اللبناني وكتائب حزب الله في العراق ومجموعات سورية مثل جبهة النصرة، والحرس الثوري وقاسم سليماني اللذين شكّلا موضوعاً لعقوبات أمريكية وأوروبية.
يضاف إلى ذلك أنّ الرسائل النصية والاتصالات كشفت كيف أنّ الدوحة كانت من الأساس غير صادقة عبر إنكارها بشدّة دفع الأموال إلى مجموعات إرهابية.