بناء الكوادر وتقوية المؤسسات.. سبيل الجنوب من أجل التنمية وتحقيق الاستقرار
إلى جانب الحرب العسكرية التي يخوضها الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي في مواجهة قوى صنعاء الإرهابية، فإن حربا أخرى يخوضها الجنوب في الوقت نفسه ترمي إلى تحقيق التنمية الشاملة في العاصمة بغية تحقيق الاستقرار.
تنمية الجنوب وتقوية مؤسساته أمر يحظى باهتمام كبير من قِبل الجنوب، باعتبار ذلك يفوت فرصة عن قوى صنعاء المعادية للجنوب عن محاولة اختراق الجنوب مؤسساتيا وخدميا.
تقوية مؤسسات الجنوب يضمن للشعب توفر الخدمات، وهو ما يتطلب تعزيز العمل على بناء الكوادر الجنوبية، وهو ما أكّده عدنان الكاف، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وكيل العاصمة عدن لشؤون التنمية، الذي شدد على أن بناء الكوادر المؤهلة أساس تحقيق التنمية.
الكاف قال إن جهود بناء الكوادر قبل الحرب كانت شكلية بميزانيات زهيدة، لا تبني كادر حقيقي بمؤسسات السلطة المحلية، مشيرا إلى أن ما بعد فترة 2015 شهدت صراع تؤثر على العاصمة عدن بشكل رئيسي، وتنعكس على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأوضح أن السلطة المحلية بالمدينة تعمل على اختيار الكفاءات لإعادة هيكلة الإدارات بقطاعات العاصمة عدن، لافتا إلى أن معيار الكفاءة يأتي قبل أي شيء كمنهج سواء لدى القيادة الجنوبية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أو السلطة المحلية في العاصمة.
عناية المجلس الانتقالي بصناعة الكوادر والكفاءات الجنوبية أمر لا يقل أهمية عن العناية بمسار حسم الاستهداف العسكري الذي يتعرض له الجنوب العربي.
فعلى مدار السنوات الماضية، وتحديدا منذ فترة الوحدة المشؤومة، تعرض الجنوبيون لتهميش متعمد من قبل نظام صنعاء الذي شكل احتلالا جاثما على الجنوبيين،في محاولة لتقويض أمنه واستقراره.
هذا التهميش حرم الجنوبيين من حقوق عديدة سواء التنشئة الاجتماعية المناسبة في بيئة آمنة على صعيد تقديم الخدمات، وكذا تعرضوا للإقصاء والتهميش وحُرموا من المناصب البارزة على مدار سنوات طويلة.
تقوية مؤسسات الجنوب أمر يُوجه ضربة قاضية لقوى صنعاء التي تحاول بكل الطرق إضعاف هذه المؤسسات، منعا لتمكين من تحقيق مكاسب سياسية توطد مسار استعادة الدولة.
ويُجمع الجنوبيون على أن تحقيق حلم استعادة الدولة لم يواصل طريقه من دون وجود مؤسسات جنوبية قوية قادرة على تلبية تطلعات المواطنين إلى جانب صناعة حالة شاملة من الاستقرار.