بالفيديو.. باحث أمريكي: شعب جنوب اليمن لن يقبل “الوحدة” وهذه نقطة قوة “الانتقالي الجنوبي”
في حيّ واحد في واشنطن تتركز عشرات المراكز البحثية التي تمد الإدارات الأمريكية المتعاقبة بأهم الدراسات والأبحاث التي تشرح علاقة الولايات المتحدة ومصالحها في كل جزء من العالم..
وفي العقود الأخيرة بات للشرق الأوسط حصة الأسد من اهتمام هذه المراكز البحثية؛ لكثرة الصراعات التي تخطى تأثيرها حدود المنطقة.
“إرم نيوز” تواجدت في معهد كارنيغي، المؤسسة البحثية الأقدم في الولايات المتحدة، والتقت الباحث بيري كاماك الذي عمل في طاقم تخطيط السياسات الخاص بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بين عامَي 2013 و2015، كما كان عضوًا رفيع المستوى في طاقم عمل السيناتور كيري في لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ.
وحين يكون السؤال عن اليمن، يعتبر كاماك من أفضل من يجيب عن كل التساؤلات إذ تغيب الأبحاث ويغيب المختصون بشؤون اليمن في واشنطن، الملف الذي لم يلقَ اهتمامًا وتركيزًا بحثيًا سوى في السنوات الأخيرة.
وأكد كاماك في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”أن دور الفساد وأمراء الحروب في استمرار تدهور العملة في اليمن والحالة الإنسانية رغم سخاء التحالف العربي لمحاولة رأب المأساة الإنسانية، كما يعزو كاماك التدهور الإنساني إلى فقر اليمن تاريخياً ومواجهته للكثير من المجاعات حتى في فترات الاستقرار.
وقال كاماك إن “الغذاء يستخدم كسلاح في اليمن لمحاربة الفقراء، إذ يُسيّر الفاسدون وأمراء الحرب المواد والمساعدات لمصالحهم، كما يرغب هؤلاء باستمرار الحرب لاستمرار مراكمة ثروات جديدة صنعتها هذه الحرب”.
ويرى كاماك أنه دون عودة الرئيس هادي إلى صنعاء لن تكون الحكومة قادرة على القيام بأي من وظائفها، إذ بات من الصعب الحكم من عدن، وفي ظل عدم وجود سيطرة فعلية على الأرض بات الخياران الوحيدان للرئيس هادي الرياض و صنعاء.
ويؤكد كاماك أن دعم التحالف هو ما يعطي حكومة هادي الشرعية ويقويها في المفاوضات أمام الحوثيين.
من جانب آخر، يفترض كاماك أن وجود المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن يعطيه دفعة كبيرة لأهمية هذه المدينة وثقلها التاريخي؛ إذ تعتبر أهم مدن اليمن وأكثرها انفتاحاً وتنوعاً.
وعن طموحات شعب جنوب اليمن يقول بيري، إن الحراك الجنوبي استفاد بشكل كبير من الصراع لإعادة لملمة قواه، مضيفاً أنها لحظة تاريخية ولن تضيع فما رأيناه في كردستان العراق دولة استقلت بذاتها منذ أكثر من 15 سنة ولا تزال في أيدي الأكراد الذين استقلوا بها، مختتماً؛ من غير الممكن أن أتخيل عودة يمن وحدوي.
ويشيد كاماك بدور الإمارات التي أخذت دورًا متشددًا في الضربات ضد تنظيم القاعدة، وعن مأرب التي يسيطر عليها حزب الإصلاح اليمني، إضافة إلى بؤر لتنظيم القاعدة يقول كاماك، إن التداخلات القبلية تجعل جهات تستغل تنظيم القاعدة لتحقيق مصالح آنية، وهذا ليس بجديد في اليمن إذ لم يتوقف علي عبدالله صالح عن دعم تنظيم القاعدة الذي قاتله واستفاد من وجوده أحياناً.