تحليل: المجلس الوزاري الأوروبي...صح النوم

الأحد 18 ديسمبر 2022 13:01:32
testus -US

فيما كان موقف الولايات المتحدة طوال السنوات المنصرمة على هذه الحرب ، بل ومنذ حرب ١٩٩٤م يتجمد عند مفردة "وحدة اليمن"...وهو الموقف الذي بني أساسا على الاستراتيجية الأمريكية المؤيدة لتحقيق الوحدة اليمنية بهدف إنهاء حقبة الحرب الباردة وتدشين العصر الأمريكي ذات القطب الواحد، التي افصح عنها نائب الرئيس الأمريكي حينها جورج بوش الأب أثناء زيارته للجمهورية العربية اليمنية عام ١٩٨٩ما وحفاوة استقباله من قبل الرئيس الآسبق الراحل علي عبدالله صالح.

تتابعت وتصاعدت بعد هذه الزيارة وبشكل دراماتيكي"الخطوات الوحدوية" اليمنية وسط تأييد عراقي اردني قطري غير مسبوق وبالتزامن مع خطوات الوحدة الألمانية رغم الفوارق التاريخية والسياسية والقانونية والإجرائية الشاسعة بين الحالتين .

رغم كل ذلك بدأت الولايات المتحدة مؤخرا بمراجعة مواقفها انطلاقا من حقائق ناصعة على الأرض وهو "أن اليمنيين يجب أن يتخذوا بانفسهم القرار المناسب لحل مشاكلهم بما في ذلك في موضوع الوحدة"...حسب تصريح المبعوث الأمريكي لليمن لندر كينج لصحيفة الاندبنديت.

أما المبعوث الدولي الرابع لليمن هانس جروندبيرج ، فقد خطى خطوات عديدة تجاوز فيها الجمود العقائدي والعقدي للحل الذي كان المبعوثون الثلاثة السابقون والإعلام الرسمي يلوكونه صباحا ومساء، "المرجعيات الثلاث" وأكد منذ أول افادة له أمام مجلس الامن الدولي أن أي حل للازمة اليمنية لن يتم بتجاهل الجنوب، بل ينبغي أن يكون هذا الحل شاملا وجذريا ، حيث بات المجتمع الدولي يُدرك أهمية إعادة ترسيم مشهد "الحل السياسي الشامل".

اتفاق الرياض ومشاورات الرياض بدورهما اللتان حظيتا بتأييد محلي واقليمي ودولي... رسخا مبدأ ثنائية الجنوب والشمال في هذه المرحلة الانتقالية وفي مفاوضات الحل السياسي النهائي الشامل والعادل.

وفي غفلة من الزمن وسبات النوم وفي 13 ديسمبر 2022م ... احتفت وسائل اعلام يمنية ومنها وكالة سبأ الرسمية نيابة عن الحكومة اليمنية - التي لا يوجد لها ناطق رسمي منذ تعيين ناطقها السابق العتيق سفيرا لليمن لدى الدوحة – احتفت بالبيان الصادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية وأعلنت "ترحيب الحكومة اليمنية ببيان الاتحاد الأوروبي المتضمن التزام الاتحاد بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ودعمه الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي ووحدة المجلس الرئاسي [ طبعا الانفراد بذكر رئيس المجلس شخصيا من عند الوكالة وليس من عند الاتحاد الأوربي]، وجهود السلام والتسوية الشاملة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن".

وبدوره وفي سابقه له منذ تعيينه رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي في 7 ابريل 2022م استغل الدكتور رشاد العليمي هذه الإجواء "الوحدوية" وهو يلقي كلمة اليمن "الشرعي" في القمة العربية الصينية بالتأكيد على "الحل في إطار اليمن الموحد".

وهنا يمكن ملاحظة مدى انشغال الاتحاد الأوروبي بأزماته الطاحنة التي تعيشها أوروبا جراء اشتعال الأزمة الأوكرانية واندلاع الحرب بوقود وطبول أوروبية وما سببته من تداعيات اقتصادية وسياسية وأخلاقية عميقة في جسد الاتحاد الأوربي وعلى مواطني ادول الأوروبية ...مما جعل هيئات الاتحاد مغيبة عن متابعة تطورات الملفات الساخنة خارج اوروبا ومنها الملف اليمني ويستدعي مفردات من أجهزة الكمبيوتر قد تجاوزتها الأحداث الميدانية والدبلوماسية.

أما الملاحظة الأخرى وتعلقيا على اشارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الى حل اليمن الموحد , وهي المفردة التي كان يتحاشاها منذ تعيينه وكان يكتفي بالاشارة الى المرجعيات الثلاث بجمل اعتراضية... فذلك يعود الى محاولة كسر الجمود السياسي والعسكري او بالتحديد الفشل السياسي والعسكري في التعامل مع الحوثيين ومع استحقاقات ملفات الخدمات والمرتبات في المناطق المحررة [الجنوب] والهروب باتجاه احياء معارك جانبية من قاموس حقبة الرئاسة السابقة.

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.