النظام القطري.. صفقات مشبوهة بشراء آلاف الهكتارات في الأرجنتين
ضمن سياسة النظام القطري العبثية، في إهدار أموال الشعب القطري وثرواته، بلا رقيب أو حسيب، وبعيداً عن استثمارها في مشاريع تعزز التنمية والرخاء للشعب الشقيق، الذي تؤكد كل المؤشّرات أنّه لم يعد مستعداً للعيش في ظل الواقع المفروض عليه، كشفت مصادر أرجنتينية، عن أنّ تميم بن حمد اشترى مؤخّراً 28 ألف هكتار بالقرب من مزرعة جو لويس في باتاغونيا، وهي منطقة طبيعية في جنوبي الأرجنتين وشيلي، ليس لديها حدود شمالية متفق عليها.
وأشار تقرير صحافي على موقع «راديو دلمار» الأرجنتيني، إلى أنّ الحرس الأميري القطري قام بدوريات في الحقول التي اشتراها تميم، لافتاً إلى أنّ الرئيس الأرجنتيني موريسيو ماكري كان وراء صفقة تميم الشراء، من صديقه الثري البريطاني جوزيف جو لويس، ليصبح وفق الموقع الأرجنتيني عضواً في نادي ملاك الأراضي الأجانب الكبار في الأرجنتين.
كما اشترى تميم قصراً فخماً في المنطقة، وطلب من سلطات بيونس إيرس طرد جماعات من هنود المابوتشي، السكان الأصليين في المنطقة، التي قرّرت وضع يدها على أراضيها التي اشتراها تميم. وأوضحت مصادر محلية، أنّ السلطات الأمنية الحكومية رفضت الدخول في صدام مع السكان الأصليين، ما وضع الرئيس الأرجنتيني في حرج مع تميم، في الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات الداعية لفضح طبيعة علاقات ماكري وتميم، ولا سيّما أنّ شبهات فساد تحوم حولهما.
رفض تدخل
وقال موقع «راديو دون»، إنّ رئيس الأرجنتين الذي تدخل من أجل أمير قطر لرعاية قميص بوكا الجديد، برئاسة صديقه دانيال أنجليسي رسمياً، أقنعه أيضاً بشراء إقامة في واحدة من أكثر المناطق تميزاً في باتاغونيا، بجوار المكان الذي يوجد فيه أصدقاؤه البارزون.
وأضاف إن تميم بن حمد سعيد بمقر إقامته الجديد، لكنه غير راضٍ بشكل كامل، لأن جزءاً من مجتمعات مابوتشي يعتبر جزءاً منها. ولفت الحرس الأميري نظر السلطات الأرجنتينية لهذا الأمر، إلّا أنّ وزيرة الأمن المركزي باتريسيا بوريش رفضت التعاون بقولها: «بعد قضية مالدونادو لا أستطيع التدخل»، وذلك في إشارة لحادثة الوفاة الغامضة للناشط من طائفية المابوتشي سانتياغو مالدونادو في أغسطس الماضي، والتي تسببت في انتفاضة شعبية وصلت إلى العاصمة بيونس إيرس، حيث اتهم المتظاهرون الشرطة العسكرية بقتل الناشط، وطالبوا باستقالة الوزيرة.
وأكدت تقارير محلية، أنّ الأمن الأرجنتيني ليس مستعداً لاستفزاز «المابوتشي» من أجل عيون أمير قطر، وهو ما عبرت عنه الوزيرة بوريش، بينما اختار الحرس الأميري قضاء الأيام في جولة في الممتلكات الجديدة لتميم وإطلاق النار في الهواء، وأنّ لاعب التنس السابق جاستون جاوديو، الصديق الشخصي لأمير قطر ساهم في تهدئة الأوضاع.
انتهاك سيادة
في السياق، اعتبر موقع «ايه دى ان ريو نيجرو» الأرجنتينى، شراء أمير قطر أرضاً تبلغ مساحتها 28 ألف هيكتار من أرض في باتاغونيا، انتهاكاً جديداً للسيادة الوطنية، ولا سيّما أنّها تجاور الأرض الشاسعة التي يمتلكها الملياردير البريطانى الغامض جو لويس، المتورط في قضايا فساد، والمعروف بعلاقاته الغامضة مع إسرائيل. وأكّد الموقع، أنّ شراء أمير قطر مساحة كبيرة من هذه الأرض المجاورة لجو لويس، استمرار لمحاولات إضفاء الطابع الأجنبي على الأراضي، مشيراً إلى إمكانية وجود علاقة بين تميم وجو لويس الغامض، وهو ما يثير المخاوف في الأرجنتين.
وأكد الموقع، أنه لا بد من عدم الاستسلام للأيدي الأجنبية، وتجاوز هذا البيع حد تخصيص الأراضي الأجنبية الذي تحدده التشريعات الحالية، مشيراً إلى أنّ الأموال القطرية التي تضخ للأرجنتين عبر العديد من الاتفاقيات تحيط بها شبهات «غسل الأموال». وأوضح أنه تمّ توقيع مذكرة تعاون اقتصادي بين الجانبين في السابق تخالف اللوائح المعمول بها في الأرجنتين، وذلك بعد شكوك في أنّ تلك الأموال القطرية التي تضخ إلى الأرجنتين عبر تلك الاتفاقية تشوبها اتهامات غسيل أموال، وهو ما أثارته شكاوى وبلاغات عدة من منظمات غير حكومية، والتي وصلت إلى المحكمة الاتحادية.
فساد مشترك
إلى ذلك، شنّت صحيفة «لابوليتيكا» الأرجنتينية، هجوماً حاداً على الرئيس ماوريسيو ماكري، بسبب علاقته بأمير قطر الراعي الأول للإرهاب، مؤكدة أنّ كلا الرجلين يبحثان عن مصالحهما الخاصة من دون النظر إلى مصالح الشعوب.
واتهمت الصحيفة في تقرير لها الرئيس الأرجنتيني بالفساد، معتبرة أنّ علاقته مع نظام قطر الحاكم «علاقة سامة» يشوبها فساد ومصالح خاصة تتعلق بغسيل الأموال وغير ذلك من الجرائم.
وقالت «لابولوتيكا» في تقريرها عن ماكري وتميم: «كلاهما يسيطر عليه شعور الأنا، ويبحثان عن مصالحهما الخاصة، فماكري حصل على رعاية قطر للفريق الأرجنتيني لكرة القدم بوكا، وظهور قميص بوكا الجديد برعاية قطرية، في الوقت الذي سهل فيه ماكري شراء أمير قطر أرضاً تبلغ مساحتها 28 ألف هيكتار من أرض بتاجونيا».
ووفق التقرير فإنّ تميم بن حمد قام بزيارة إلى الأرجنتين والتقى الرئيس ماكري في نوفمبر 2016، وشهدت الزيارة ضخ أموال قطرية بحجة الاستثمارات، إلا أن الأمر تم بشكل مريب وغامض من دون الكشف عن ماهية تلك المشروعات أو تفاصيل الاتفاق.
البيان