قضية شعب الجنوب حاضرة.. رسائل الرئيس الزُبيدي في اجتماعاته مع السفراء الأربعة
حراك سياسي ودبلوماسي مكثف أجراه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تضمن العديد من اللقاءات والاجتماعات التي تخللها الكثير من الرسائل.
الرئيس الزُبيدي التقى في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض جان ماري صفا سفير فرنسا لدى اليمن، وستيفن إتش فاغن سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن، ويفغيني كودروف القائم بأعمال سفير روسيا لدى اليمن، وريتشارد أوبنهايم سفير بريطانيا لدى اليمن، وذلك في لقاءات منفصلة.
الاجتماعات الأربعة شهدت رسائل مهمة بعث بها الرئيس الزُبيدي، تمحورت حول أولويات المرحلة الحالية، سواء فيما يخص أهمية الدفع بالمسار السياسي وضرورة الانخراط في مواجهة جادة وفعلية من قِبل المجتمع الدولي تجاه الإرهاب الحوثي المتفاقم، مع التأكيد على دعم الجنوب للسلام وأن حل قضية شعبه جزء من الحل الشامل.
القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، معنية بشكل كبير بالعمل على حسم المعركة على المليشيات الحوثية الإرهابية، باعتبار أن هذا الأمر يحمل ضرورة كبيرة من أجل تحقيق الاستقرار وإجراء حلحلة فورية للأوضاع الإنسانية.
ففي الاجتماع الذي عقد مع السفير الأمريكي، شهد مناقشة الأوضاع السياسية والإنسانية في ظل التصعيد الحوثي المستمر في مختلف الجبهات، والجهود المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب، ومعالجة الوضع الاقتصادي المُتردي جراء الاعتداءات الحوثية على المنشآت الاقتصادية.
أكد الرئيس القائد، ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تمثلها مليشيا الحوثي الإرهابية، وكذا الأوضاع الاقتصادية التي باتت تتطلب سرعة التعاطي معها، مشددا على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي والإقليم مسؤولياتهما في هذا الجانب.
وجدد الرئيس الزُبيدي دعمه لجهود السلام، مشيرا إلى أن السلام الشامل والدائم يتحقق بالالتزام بالمبادئ التي قامت عليها الشراكة المنبثقة عن اتفاق الرياض، ومشاورات مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالجة أسباب وجذور الصراع، والتعاطي مع الواقع الموجود على الأرض، وفي طليعة ذلك حل قضية شعب الجنوب وفق تطلعاته السياسية المشروعة التي يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي.
من جانبه، أكد السفير الأمريكي على دعم بلاده لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في جهودهما للتعامل مع التحديات الاقتصادية والأمنية، مشيداً بالجهود التي تبذلها قواتنا في معركتها مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ومشدداً في السياق على ضرورة دعم هذه الجهود لما فيه سلامة واستقرار المنطقة وخطوط الملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن.
وفي الاجتماع مع القائم بأعمال السفير الروسي، رحب الرئيس الزُبيدي بالقائم بالأعمال، مستعرضا معه العلاقات التاريخية المتينة بين الجنوب وروسيا الإتحادية، مشددا في السياق على أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به روسيا في دعم جهود إحلال السلام في بلادنا لما تمتلكه من ثقل وحضور على مستوى المنطقة.
وناقش الجانبان الجهود الأممية الرامية إلى تمديد الهدنة بين الشرعية والمليشيات الحوثية، والمساعي الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام في بلادنا من خلال عملية سلام شاملة تستوعب المتغيرات على الأرض وتضع في سلم أولوياتها تطلعات شعبنا في الجنوب وحقه في تقرير مصيره.
كما ناقش الجانبان النتائج التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية خلال عمليتي سهام الجنوب، وسهام الشرق اللتان حررت خلالهما قواتنا المسلحة أبرز معاقل تنظيم القاعدة في محافظ أبين، وفي هذا السياق أشاد السفير بالانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا بأن تلك الانتصارات ستكون عاملا مهما في ترسخ أمن واستقرار المنطقة.
وفي اللقاء جدد القائم بأعمال السفير الروسي موقف بلاده الداعم لجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام، مؤكدا أن روسيا لن تألو جهدا في الدفع بجهود السلام للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.
فيما شهد الاجتماع مع السفير الفرنسي تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية، وأسباب تعثر الجهود الدولية الرامية إلى تمديد الهدنة الأممية وإحلال السلام.
وتطرق اللقاء إلى مستجدات الوضع الأمني والنتائج الإيجابية التي حققتها عملية سهام الشرق في محافظة أبين، والسُبل الممكنة لإنعاش الوضع الاقتصادي المتردي، وضرورة إجراء إصلاحات حقيقية في هيكل الحكومة ودعم مؤسسات الدولة بما يمكنها من أداء مهامها في توفير الخدمات للمواطنين.
وشدد الرئيس الزُبيدي على ضرورة وجود موقف دولي وإقليمي موحّد يُنهي صلف المليشيات الحوثية، ويضع حدا لتصعيدها المستمر، وانتهاكاتها المتواصلة التي طالت الأعيان المدنية والاقتصادية، وآخرها استهداف الموانئ في الجنوب.
ونوّه الرئيس الزُبيدي بضرورة اضطلاع المجتمع الدولي والدول الراعية للعملية السياسية في بلادنا بمسؤولياتهم في إدانة الإرهاب المتواصل للمليشيات الحوثية والضغط عليها للانخراط الجاد في عملية السلام، على الرغم من هذه المليشيا لا تؤمن بالسلام ووجودها مقترن بالحرب والدمار والدماء.
وأشاد الرئيس القائد بالدعم الذي تقدمه الحكومة الفرنسية في قطاعي الزراعة والأسماك، مؤكدا على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في البلدين.
من جانبه أعرب السفير الفرنسي عن دعم بلاده لكل الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي في مساعيه لاستتباب الأوضاع وإحلال السلام وترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة.
يأتي هذا فيما شهد الاجتماع الذي عقد مع السفير البريطاني، المستجدات السياسية والعسكرية والإنسانية، والمساعي التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمديد الهدنة والجهود الإقليمية والدولية لإحلال السلام في المنطقة في ظل التصعيد المستمر للمليشيات الحوثية ورفضها كل مبادرات السلام.
وتطرق اللقاء إلى الوضع الاقتصادي المتردي في بلادنا جراء الاعتداءات الحوثية على المنشآت النفطية التي تمثل عصب الاقتصاد.
وفي هذا السياق طالب الرئيس الزُبيدي المجتمعين الإقليمي والدولي بتدخل عاجل لإنقاذ الوضع الاقتصادي المنهار، مُشيرا إلى أن السلام الحقيقي يبدأ من انقاذ حياة المواطنين، وحماية المنشآت الاقتصادية من الاعتداءات الحوثية الإرهابية التي وضعت حياة الملايين على المحك.
وطالب الرئيس الزُبيدي بريطانيا بلعب دور أكبر في حشد الدعم الاقتصادي لبلادنا وتقديم مزيد من الدعم لحماية المنشآت الإقتصادية بما يمكن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من استئناف عملية إنتاج وتصدير النفط، مجددا الدعوة للحكومة البريطانية والدول العشر الراعية للعملية السياسية للإسراع في فتح سفاراتها في العاصمة عدن.
من جانبه جدد السفير البريطاني دعم حكومة بلاده لمجلس القيادة الرئاسي وللمساعي الدولية الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والوصول إلى عملية سياسية شاملة تنهي الصراع وتؤسس لسلام عادل ومستدام في المنطقة، مؤكدا حرص الحكومة البريطانية على دعم كافة الجهود الرامية لإنعاش الاقتصاد ودعم حكومة بلادنا للقيام بواجباتها في توفير الخدمات للمواطنين.