المليشيات الحوثية تبدد المليارات وتتاجر بالأزمات
في الوقت الذي توظّف فيه المليشيات الحوثية الإرهابية، الأزمة الإنسانية كغطاء تجني من ورائه العديد من المكاسب وتحديدا على الصعيد السياسي، فإن المليشيات تتسبب في تعقيد هذه الأزمة بشكل مباشر.
أحد الأسباب المباشرة في تعقيد الأوضاع الإنسانية هي جرائم النهب والتربح الحوثية، التي تخصصها المليشيات الإرهابية وتنفقها على قياداتها وعناصرها بغية تكوين ثروات ضخمة.
وقد أنفقت الميليشيات الحوثية ملايين الدولارات على أتباعها وقادتها وعائلات قتلاها، في حين يعاني ملايين السكان من مستويات قياسية من الجوع والفقر والبطالة.
وفيما تحمل لغة الأرقام الدلالة الأكثر إفصاحا عن تردي الوضع الراهن، فقد تم الكشف عن المليشيات الحوثية بدّدت ما يصل إلى ملياري ريال خلال شهرين فقط من خلال مؤسستها المسؤولة عن القتلى.
وجاء إنفاق هذه الحصيلة الضخمة على عناصرها فقط من أسر القتلى والمفقودين في الجبهات تحت مسميات إكراميات أو إعاشة أو كفالة وفي ذلك من المسميات التي تستحدثها المليشيات لهذا الغرض.
وأقرت المليشيات الحوثية بصرف المزيد من هذه المبالغ على أسر عناصرها فقط من أسر القتلى والمفقودين، في الجبهات، بمبالغ ضخمة جدا تتجاوز حد 40 ألف ريال لكل أسرة من عناصرها.
تبديد كل هذه الأموال من قِبل المليشيات الحوثية يتزامن معه إقدام المليشيات على صناعة أزمة إنسانية متفاقمة، تتضمن صناعة الكثير من الأعباء على المواطنين.
الأكثر من ذلك أن المليشيات الحوثية تستغل هذه الورقة في العمل على جني مكاسب سياسية واقتصادية، عبر محاولة إظهار نفسها طرفا مجنيا عليه في إطار تبعات وتداعيات الحرب الغاشمة التي أشعلتها منذ صيف 2014.