الاعلام الجنوبي ... محطات القمع والانبعاث

صالح علي الدويل باراس

لم يدرك الجنوبيون انهم بلا اعلام منتمي الا بعد اجتياح الشمال عام 94 حيث اكتشفوا ان اغلب ان لم يكن كل الاعلام الذي ظلوا يعتقدونه جنوبيا تخلى عنهم والتحق بيمننته ولم يعد الهم والشان الجنوبي يعنيه الا بما يتلاءم وصوت اليمننة التي تركت هامشا جنوبيا بمواصفاتها ومقاييسها مثلما تركت هامشا للشراكة السياسية بمواصفاتها ومقاييسها فلما استشعرت اختلال تلك المقاييس فتحت ابواب عاصمتها للطائفية ليبدا فصل اشد ضراوة ضد الجنوب وقضيته قتلا وتدميرا وغزوا

تصدّت صحيفة الايام وعميدها المرحوم هشام باشراحيل للمهمة الاعلامية الجنوبية وصار محاميا واعلاميا بل تشكلت في صحيفة الايام الهوية الاعلامية والنضالية الجنوبية وحملت بواكير الحراك الجنوبي حين التحق بها اعلاميون جنوبيون وجدوا منبرا جنوبيا يمثلهم ويهتم لمعاناتهم وتصديهم لطغيان اليمننة الذي برزت عجرفته ولم يعد يخشى احد

جاء الحراك الجنوبي فكان للنشطاء الجنوبيون دورا في مقارعة الاحتلال وكان الاغلب منهم ليسوا بصحفيين لكن ايضا برزت اقلام ومواقع جنوبية ؛ بل ؛ وصحف جنوبية تقارع المحتل ووجدت لها في الفضاء الاليكتروني مساحات عكست القضية وابرزتها بقدر ماتستطيع ونحتت فتحات وثقوب في جدار العزل اليمني الذي فُرِض على الجنوب بحيث لا يسمع العالم صوتا جنوبيا الا عبر اعلاميي صنعاء وسياسييها واستخباراتها وان الجنوب اما ارهاب او مجاميع فقدت مصالحها او شيوعيون يريدون عودة الشوعية وحتى الحوثي في انقلابه قدّم للعالم مبررا بانه يحارب التكفيريين والدواعش والقاعدة في الجنوب!!

ياتي عقد مؤتمر الاعلاميين الجنوبيين تتويجا لامال وتطلعات الجنوبيين في امتلاك نقابة تجمع خطاب جنوبي الهوى والهوية افتقدوه من عقود وتخطو بالصوت الاعلامي الجنوبي بخطاب متجدد مقنع يفتح المغاليق التي فرضها الاعداء على الجنوب ليظل تابعا ، كيان اعلامي مدني ينبغي ان ينخرط فيه الاغلب على قاعدة قبول الاختلاف وليس مطلوبا ان يقصي ويزيح او يحارب او يقلل من شان اي اعلام مختلف غير منضوي فيها فوجود هذا النوع من الاعلام ضرورة لانه يجعلنا نرى سلبياتنا واخطاءنا واخفاقاتنا وانحرافاتنا بل علينا القبول باعلام يقبل بالمختلف الجنوبي ويحاججه بالحجة وليس بالتخوين او الاستبعاد فهذا الوطن ليس وطنا لخطاب احادي بل وطن لخطاب يتسع باتساعه واتساع تنوعه فالتنوع سنة من سنن الكون لابد من قبولها في كل مناحي حياتنا وان يكون له حضورا فاعلا في النقابات والهيئات المماثلة الصحفية والاعلامية اقليميا ودوليا

لقد حرص المجلس الانتقالي منذ اشهاره على الصوت الاعلامي الجنوبي وتنقيته من مصطلحات اليمننة والدفع به لتبني مطالب السواد الاعظم من الجنوبيين في الانعتاق من احتلال اليمننة ونيل الاستقلال فعمد على انشاء القنوات والمواقع والصحف وتاهيل الكادر الجنولي ومراكز التاهيل والتدريب الاعلامي وخلال اليومين سيلتئم مؤتمر الاعلاميين الجنوبيين لتتشكل اول منظمة اعلامية جنوبية الهوى والهوية

*17يناير 2023م*


مقالات الكاتب