متظاهرو البصرة يحتجون على الهيمنة الإيرانية بالفارسية
وتواصلت المظاهرات رغم قيام قوات الأمن بإزالة خيام اعتصام من أمام مجلس محافظة البصرة، في وقت تشهد العديد من المدن والبلدات العراقية في الجنوب انقطاعات حادة ومتكررة في التيار الكهربائي، خاصة بعد إيقاف إيران إمدادت الطاقة الكهربائية.
ويتهم المتظاهرون الذين ينفذون حاليا اعتصاما أمام مقر المحافظة، السلطات العراقية بالخضوع للهيمنة الإيرانية.
وقالت إحدى اللافتات:" إلى الحكومة الإيرانية.. عفوا العراقية"، ثم سردت عددا من المطالب المتعلقة بتوفير الكهرباء ومياه الشرب والإنترنت وفرص العمل، لكن باللغة الفارسية.
ويطالب المحتجون بإقامة محطة كهرباء وطنية، وبناء سد البصرة، وإكمال مشروع ميناء الفاو الكبير، وتوفير مياه الشرب وإيجاد فرص عمل للعاطلين، بالإضافة إلى إطلاق سراح ما تبقى من المعتقلين.
وأدى الغضب المتنامي للشارع في البصرة والنجف والمثنى والعاصمة بغداد إلى دفع الحكومة لإقالة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، في أول إجراء من نوعه على هذا المستوى لكنه لم ينجح في تهدئة الاحتجاجات.
وكانت منظومة الكهرباء الوطنية العراقية قد فقدت 50 بالمئة من إنتاج محطاتها، بسبب خروج 5 خطوط لنقل الطاقة الكهربائية ذات الضغط الفائق عن الخدمة في المنطقتين الجنوبية والشمالية، قبل أن يتم معالجته لاحقا.
إنهاء الوجود الإيراني
وشهدت النجف جنوبي البلاد أكبر تظاهرة من بين المحافظات العراقية يوم الجمعة، بعد أسابيع من الاحتجاجات التي تخللها اقتحام المتظاهرين لمكاتب حكومية وأخرى تابعة لأحزاب سياسية موالية لإيران فيما أحرقت صور للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وبينما أضحت مياه شط العرب غير صالحة للشرب بسبب ممارسات إيرانية أدت إلى زيادة ملوحتها، تأججت مشاعر الغضب ضد الدور السلبي لطهران في بلاد الرافدين.
وتخلل المظاهرات التي دخلت أسبوعها الرابع، هتافات بإنهاء الوجود "الإيراني" في العراق، بينما حرق متظاهرون صور للمرشد علي خامنئي والتي تنتشر في شوارع البصرة والنجف.
وكانت تنسيقيات الاحتجاج قد توعدت بتصعيد الاعتصامات السلمية، لتتخذ أشكالا احتجاجية أكثر قوة، كقطع الجسور الرئيسة للمحافظة في حال لم تكن هناك استجابة فعلية لمطالب المتظاهرين.
وتتنامى المخاوف من أن تخرج الأمور عن السيطرة، مع عجز الحكومة المركزية عن إخماد شرارة الغضب.
ودعت رئيسة اتحاد عمال البصرة نشمية السعداوي المحتجين إلى الاستمرار في التظاهر السلمية، قائلة "أدعو الجماهير إلى الاستمرار بالاحتجاج السلمي (..) إلى حين الحصول على كافة الحقوق المشروعة".
وأدى استخدام القوة ضد المظاهرت التي بدأت في الجنوب في الثامن من يوليو وامتدت إلى عدة مدن إلى مقتل 14 شخصا وإصابة آخرين إضافة إلى اعتقال العشرات.