قطر تقدم دعماً مشبوهاً إلى قيادات طالبان
قالت صحيفة يلي ميل البريطانية أن قطر إستضافت الأسبوع الماضي، اجتماعًا فى سرية تامة بالدوحة، بين قيادات «طالبان»، ومسئولين من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لبحث إمكانية إنهاء الصراع فى أفغانستان.
وتسعى قطر من خلال هذا اللقاء بحسب تلك التقارير، إلى تحقيق رغبة «طالبان» فى إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن، ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، فى محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكيَّة؛ بهدف فكِّ حصار التحالف الرباعى العربي.
وبحسب الصحيفة، لم يكن هذا الاجتماع هو الأول الذى تعقده قطر، بين قيادات طالبان ومسئولين أمريكان، إذ رعت عام ٢٠١٣ محادثات فى الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، تضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندى أمريكي، مقابل الإفراج عن أسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام ٢٠١٤.
وكانت قطر، أنشأت مكتبًا سياسيًّا للحركة فى الدوحة، تحت اسم «المكتب السياسى للإمارة الإسلامية فى أفغانستان»، وتولت قطر عبر هذا المكتب تحريك «طالبان»، وإرسال التمويلات والدعم؛ ما جعل الحركة تصف قطر ببيتها الثاني.
وتنظر «طالبان» إلى هذا المكتب باعتباره الحل الأخير للتسوية السياسية السلمية فى البلاد، مؤكدة أن إغلاق مكتبها فى الدوحة، سيجعل من المستحيل تحقيق التسوية السلمية فى أفغانستان، من خلال وضع البلاد فى دائرة الضوء الدولية التى تتوق إليها.
هذا الدور المشبوه الذى تمارسه قطر فى دعم حركة «طالبان» صنفته وزارة الخارجية الأمريكية عام ٢٠٠٩ بـــ«الأسوأ فى المنطقة»، وفى عام ٢٠١٠ بدأ العديد من عناصر «طالبان» يتوافدون على قطر فى محاولة لإنشاء وجود رسمى لهم.
وأُنشئ المكتب بالفعل فى عام ٢٠١٣، ويضم ١٥ عنصرًا مع أسرهم، توفر لهم قطر السكن والنفقات المالية، ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن المكتب افتتح بضغوط من الإدارة الأمريكية لتسهيل الحوار المباشر مع قيادات الحركة، وفق ما أكده المسئول القطرى بوزارة الخارجية، مطلق بن ماجد القحطاني، فى حواره مع موقع «الجزيرة»، إلا أن المكتب تحول وفق ما يراه المسئولون الأفغان، ليتم استخدامه لجمع التبرعات وتشغيل الشركات الخاصة، لتمويل الحركة.
كما توجد القوات القطرية المشاركة ضمن القوات الدولية فى أفغانستان، على وجه التحديد فى ولاية «فراه»، التى تعد من المناطق الساخنة إذ تشهد اشتباكات شبه يومية بين عناصر «طالبان» وقوات التحالف الدولي، ما يثير الشكوك حول نية قطر، من الوجود فى تلك المنطقة على وجه التحديد، وفق ما نشره موقع «العربية نت»، كما أنشأت قطر فى الولاية، مؤسسة «الغرافة»، التى يفترض أن تعمل فى الشئون الإغاثية، إلا أنها تنفق ملايين الدولارات على حركة «طالبان».
وحسب موقع قناة «طلوع» الأفغانية فإن القطريين يتوافدون إلى ولاية «فراه» بدعوى الصيد وتنفيذ مشاريع خيرية وإعمارية، فى مناطق تعانى من انعدام الأمن، دون أن يتعرضوا لأى هجوم من قبل طالبان، إذ أثبتت التقارير أنهم يقومون بدعم وتسليح حركة طالبان.
وذكر تقرير على موقع القناة نفسها أن قطر تدعم حركة «طالبان» بالأموال لزراعة مخدر «الأفيون» فى مناطق سيطرتها، خاصة ولاية «قندهار» للاتجار فى المخدر، وشراء الأسلحة، وهو ما أكده الدبلوماسى السعودي، فى كابول، مشارى الحربي، فى حواره مع «بى بى سي»، مشيرًا إلى امتلاك المملكة العربية السعودية، لأدلة على دعم قطر لحركة طالبان الأفغانية، وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى بالمنطقة، من خلال مكتب «طالبان» السياسى فى قطر الذى يعمل خارج اختصاصاته السياسية، وفق تصريحه.