تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز.. نيران صديقة تشعل الداخل الإيراني
أكد خبراء سياسيون وقانونيون أن المزاعم الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز ليس لها محل من التطبيق على أرض الواقع، إذ أن معظم موانئها تقع داخل حوض الخليج العربي وليس خارجه، فهي إن أقدمت على مثل هذه الخطوة فإنها تطعن نفسها وهي أول المتضررين؛ وقد يؤدي إغلاق هذا المضيق إلى تدمير النظام الإيراني.
وبحسب مراقبين، فإن إيران واصلت إيران ابتزازها المجتمع الدولي عبر مزاعم عن قدرتها إغلاق مضيق هرمز، في وقت أكدت الولايات المتحدة استمرار العمل مع شركائها لضمان حرية الملاحة في المضيق تزامناً مع مناورات عسكرية إيرانية، فيما أكد خبير قانوني أن إغلاق هرمز سيؤدي إلى تدمير النظام الإيراني نفسه.
وزعم النظام الإيراني، على لسان قائد سلاح البحرية في الجيش الإيراني، الأدميرال حسين خانزادي، بأن مضيق هرمز لن يكون آمناً لمن يستخدمون أموال النفط المار من المضيق لتهديد أمن إيران. وأكد أن أي إجراءات حظر ضد إيران «ستؤثر على التعاون على الساحة الدولية».
وتقوم إيران بالتلويح بإغلاق المضيق في محاولة لابتزاز دول المنطقة والمجتمع الدولي في ظل إجراءات أميركية على الدول التي تشتري النفط الإيراني.
في السياق، بدأت إيران إجراء مناورات بحرية عسكرية في الخليج، قبل أيام على فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد طهران، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية. وقال المسؤول الأميركي الذي لم يكشف عن هويته إن عشرات من القوارب كانت تجري تدريبات في وقت مبكر من صباح أمس.
وأضاف أن معظم السفن المشاركة في التدريبات هي قوارب هجومية صغيرة، لكن لم يحدث أي احتكاك مع السفن الأميركية في المنطقة.
وقال الكابتن بيل أوربان الناطق باسم المنطقة المركزية العسكرية الأميركية في بيان إن الولايات المتحدة «على دراية بازدياد» العمليات البحرية الإيرانية في الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان. وقال أوربان: «نحن نراقب ذلك عن كثب، وسنستمر بالعمل مع شركائنا لضمان حرية الملاحة وحرية تدفق البضائع في الممرات المائية الدولية».
إلى ذلك، أكد خبير قانوني أن إيران لا يمكنها من وجهة نظر القانون الدولي إغلاق مضيق هرمز، حيث إن هذا الأمر سيعد خرقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982 التي تتيح ما يعرف بحق المرور العابر لكل الدول حتى في المياه الإقليمية للدول الأخرى، كما أن هذا الإغلاق سيمثل اعتداءً على سيادة بعض الدول التي تقع خطوطها الملاحية ضمن مجالها.
جاء ذلك في المحاضرة ألتي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة بعنوان «تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز في ميزان القانون الدولي» بحضور مدير عام المركز، الدكتور جمال سند السويدي، وألقاها خبير البحوث والمحاضر في الأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة، عبداللطيف الصيادي، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والعلمية والإعلامية والأكاديمية.
واعتبر المحاضر أن إيران قد تلجأ إلى سياسة تلغيم المضيق، عبر إرسال غواصات وزوارق انتحارية أو صواريخ باليستية، أو صواريخ مضادة للسفن، ولكن كل هذه السيناريوهات ستخسر فيها إيران لأنها لا تستطيع مواجهة القوى الدولية، مشيراً إلى وجود بدائل لتصدير النفط في حال إغلاق المضيق، مثل مقترح شق قناة مائية عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، تربط بين الفجيرة ودبي تتجاوز مضيق هرمز.