محللون جنوبيون عن تصريحات رشاد العليمي: استفزازية وانقلاب على اتفاق الرياض
أثارت التصريحات الاستفزازية التي صدرت عن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي عن الجنوب، حالة من الغضب بين الجنوبيين كونها عبرت عن حجم المؤامرة الساعية لتهميش الجنوب.
العليمي أجرى حوارا صحفيا، تناول فيه عدة ملفات بينها قضية شعب الجنوب العربي، وقال إنها قضية عادلة لكن الحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب، وفق زعمه.
وأمضى العليمي في حديثه هذا قائلا: "عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض".
وأضاف أن معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي.
وتابع: "يجب أن نتأكد أن هناك ضمانات إقليمية، الجنوبيون يقولون أحياناً ما هي الضمانات؟ ونحن نقول هناك ضمانات إقليمية لحل القضية الجنوبية وفقاً لهذا الإعلان، وبالتالي عندما يقال هذا الكلام فهو يشكل ضماناً رئيسياً لحقوق جميع الأطراف".
أثارت هذه التصريحات حالة من الغضب بين الجنوبيين، فقد انتقد أنيس الشرفي نائب رئيس إدارة الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي تصريحات رشاد العليمي حول قضية شعب الجنوب.
وقال عبر حسابه على موقع فيسبوك، إن خطاب رشاد العليمي يذكر بخطاب عبدالملك الحوثي زعيم المليشيات في أكتوبر 2014 بعد سيطرته على صنعاء.
وأضاف: "عدم تصعيد قضية الجنوب مؤامرة خارجية وقال سنحل قضيتكم بالعدل (ما فوق العدل ظلم وما دونه ظلم) فأتبعها باجتياح الجنوب ها أنت تكرر نهج الحوثي وتضع سقف الحل كما تريد أنت لا ما يريد الجنوبيين".
وقال خالد طه مدير الإدارة الثقافية للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة المهرة: "اي قيادي عسكري او سياسي او شيخ او تاجر او رجل اعمال شمالي لن يفرط بالوحدة ولن يتخلى طمع السيطرة والهيمنة على الجنوب فالذي قال رشاد العليمي خرج عن قناعة ثابتة في أعماق نفسه ونفس كل شمالي فمهما هادن او ساهن أو وقف أو ساند سيظل حلم السيطرة والهيمنة على الجنوب قاعدة ثابتة".
وغرد الناشط نافع بن كليب: "تحاك مؤامرة على القضية الجنوبية العادلة بطلها رشاد العليمي ومخرجينها دول لها مصالح بالجنوب".
وأضاف: "القضية الجنوبية العادلة قضية أرض وانسان وسيادة وهوية وعلم وعملة تمتد مساحتها وحدودها من باب المندب غرباً حتى المهرة شرقاً كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والمواثيق الدولية قبل أن يغزوها الاحتلال اليمني وقبل ان يخرج الحوثي من كهوف مران، فرهنها بالأزمة المفتعلة خطير جداً".
وتابع: "أصبح وبعد تصريح العليمي المبطن استكمال تحرير وادي حضرموت والمهرة لا يتطلب التأخير لإبعاد المجلس الانتقالي الجنوبي من المفاوضات الدائرة ولتقزيم القضية الجنوبية العادلة وإرادة شعب الجنوب الحر الأبي ورهنهما بالأزمة اليمنية المفتعلة ولظهور مؤشرات الالتفاف عليها وعلى إرادة الشعب".
وكتب الباحث والأكاديمي جلال حاتم: "عزيزي رشاد العليمي عندما تكذب.. احرص على الكذب باتقان، واحترم ذكاء الآخرين!.. لا تنسَ بأن تاريخك القديم والحديث معروف".
وأضاف: "ألم تكن أحد أدوات القتل والتدمير للجنوب؟.. ترى.. من السهل أن تتظاهر بالغباء.. لكن من الصعب أن تتظاهر بـ(الذكاء) أو أن "تدعيه".
وقال الكاتب الصحفي عادل المدوري في تغريدة عبر "تويتر": "حديث رشاد العليمي في جريدة الشرق الأوسط اليوم عن القضية الجنوبية يعتبر انقلاب على اتفاق الرياض ومشاورات الرياض".
وأضاف: "يقول أن الحديث عن القضية الجنوبية في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب. وهذا مخالف لمشاورات الرياض التي وضعت إطار حلها ضمن مفاوضات الحل النهائي".