التعامل الإخواني مع تصريحات رشاد العليمي يفضح أجندة الإصلاح الخبيثة
أقامت المليشيات الإخوانية الإرهابية، احتفالات صاخبة ليس لأنها استعادت أراضيها من المليشيات الحوثية، أو أنّها استطاعت حشد المجتمع الدولي للوقوف بشكل جدي ضد المليشيات، أو حتى تحقيق انتصارات اقتصادية للشعب المغلوب على أمره، لكنها احتفلت واحتفت بتصريحات رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي الاستفزازية ضد الجنوب.
في تصريحاته، حاول العليمي إرسال رسالة مبطنة للجنوب العربي بأن قضية شعبه وتحديدا تطلعات استعادة الدولة أمرٌ غير مناسب للحديث عنه في المرحلة الحالية.
تلقفت المليشيات الإخوانية عبر عناصرها السياسية والإعلامية وكتائبها الإلكترونية هذا التصريح وصورته على أنه انتصار سياسي لها.
لا يعرف حقيقة أي انتصار حققته المليشيات الإخوانية، في ظل الحديث عن تصريح استفزازي انتفض الجنوبيين، شعبا وقيادة، وهي انتفاضة تعني أن الرسالة التي حملها التصريح لن يُسمح بتمريرها بأي حال من الأحوال.
الاحتفاء الإخواني بتصريح العليمي يلخص البوصلة التي تسير هذا الفصيل الإرهابي، والتي مفادها أن حربه المشبوهة موجهة ضد الجنوب العربي، وتستهدف تقويض أمنه واستقراره ومصادرة تطلعات شعبه نحو استعادة دولته.
تعامل المليشيات الإخوانية مع الوضع الراهن أعطى دليلا على أن الحرب على الحوثيين بعيدة عن أجندة هذا الفصيل الذي يُكرس نفسه ووقته ومشروعاته وأجنداته في العدوان على الجنوب.
الأكثر من ذلك أن المليشيات الإخوانية حاولت استهداف الجنوبيين نفسيا، بزعمها أن الجنوب لن يكون قادرا على الرد على تصريحات العليمي، في محاولة لإظهار الجنوب ضعيفا ولا يتحكم في قراره.
غير أن الرفض القاطع الذي صدر عن المجلس الانتقالي لتصريحات رشاد العليمي بعث برسالة واضحة لكل من يهمه الأمر بأن الجنوب لن يقبل التهميش بأي حال من الأحوال، وأن حضوره على ساحة الحل السياسي أمرٌ لا نقاش فيه ولا جدال.
وكان رشاد العليمي قد أجرى حوارا صحفيا، تناول فيه عدة ملفات بينها قضية شعب الجنوب العربي، وقال إنها قضية عادلة لكن الحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب، وفق زعمه.
أمضى العليمي في حديثه هذا قائلا: "عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض".
وأضاف أن معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي.
وتابع: "يجب أن نتأكد أن هناك ضمانات إقليمية، الجنوبيون يقولون أحياناً ما هي الضمانات؟ ونحن نقول هناك ضمانات إقليمية لحل القضية الجنوبية وفقاً لهذا الإعلان، وبالتالي عندما يقال هذا الكلام فهو يشكل ضماناً رئيسياً لحقوق جميع الأطراف".