رسالة إلى اليمنيين.. تضحيات الجنوب لن تُمحى بجرة قلم أو تصريح استفزازي
تضحيات كبيرة قدمها الجنوب على مدار الفترات الماضية، وتحديدا التضحيات التي قُدِّمت في إطار الحرب على الإرهاب، هي تضحيات لا يمكن محوها بجرة قلم أو تصريح استفزازي.
الجنوب لعب دور البطولة في الحرب على الإرهاب، سواء على أراضيه أو حتى في اليمن الذي صنعت المليشيات الحوثية إرهابا مسعورا على أراضيه، ولم يتصدَ له إلى الجنوب وقواته المسلحة.
تضحيات الجنوب تتنوع بين قائمة من الشهداء سواء من رجال القوات المسلحة الأشاوس أو المواطنين الذي استُهدفوا من جراء الإرهاب الخبيث على مدار السنوات الماضية.
وهناك تضحية من نوع آخر قدمها الجنوبيون أيضا، وهي تتمثل في تحمل الأوضاع المعيشية الصعبة بعد إيلاء الحرب على الإرهاب أولوية قصوى.
كل هذه التضحيات التي قدّمها الجنوبيون كان شعارها وهدفها هو العمل على المحافظة على تطلعات المواطنين فيما يخص قضيتهم العادلة، وتحديدا مسار استعادة الدولة وفك الارتباط.
وبالتالي فإن هذه التضحيات التي قدمها الجنوبيون على مدار الفترات الماضية، لا يمكن السماح بالمساس بها، والحديث تحديدا عن تصريحات رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي الذي حاول القفز على تطلعات الجنوبيين، بقوله إن الوقت غير مناسب لمعالجة قضية شعب الجنوب.
الجنوب التزم طوال الفترات الماضية، بسياسات حكيمة ورصينة كانت تُعلي من شأن العمل على تحقيق السلام والاستقرار، وحل الأزمات والخلافات بلغة الحوار.
كما أن الجنوب انخرط في شراكة سياسية، كان هدفها هو العمل على التصدي لتحديات المرحلة وتحديدا التهديدات التي استهدفت المنطقة من جراء الإرهاب الخبيث الذي صنعته المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وعلى ما يبدو، ظنت قوى صنعاء أن انخراط الجنوب في تلك الشراكة قد يكون نابعا من لحظة أو مشهد ضعف، وهو أمر واهن بكل الصور، فالجنوب يضع لقضية شعبه خطوطا حمراء لا يسمح بتجاوزها، في مقدمتها عدم السماح بتعريضها للتهميش.
يُستدل على ذلك بتصريحات الدكتور ناصر الخُبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، الذي قال إن تغييب المجلس الانتقالي هو تهديد لعملية السلام والشراكة السياسية.
وأضاف أن استمرار الأمر بهذا التهميش والتقييد والعمل على المماطلة وترحيل الملفات أمرٌ قد يدفع المجلس الانتقالي لاتخاذ خطوات جريئة، وهو ما قد يصل إلى فض الشراكة السياسية سواء في مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة.
وأوضح أنه في هذه الحالة ستكون أمام المجلس الانتقالي خيارات أخرى، قد تكون حاسمة.