تحليل: التحركات الدبلوماسية والتصعيد الحوثي
تلاشت طموحات الحلول العسكرية وتغيرت موازين القوى على الأرض، بجانب التوترات الإقليمية والدولية، مما أعطى زخما للتحركات الدبلوماسية، التي تسعى لحل الأزمة اليمنية خاصة أن السعودية والشرعية استجابوا لكثير من مطالب الحوثيين تمهيدا لهدنة طويلة ومفاوضات حول الحل النهائي.
حتى الآن لا توجد مسودة للتسوية الرسمية للحرب الدائرة في البلاد منذ 8 سنوات، وأن كل ما يجري الحديث عنه هو محاولة لحلحلة بعض القضايا العالقة، التي يجري التفاوض حولها منذ عدة أشهر.
الوضع في اليمن لم يصل إلى الحديث عن مبادرة واضحة للتسوية الشاملة والعادلة.
القوى المناهضة للحوثيين وعلى راسها المجلس الانتقالي الجنوبي تؤكد انفتاحها على كافة مساعي إحلال السلام في البلاد لتخفيف معاناة المواطنين وللوصول إلى حل سياسي شامل وعادل.
ما يدور حاليا هو أحاديث حول تعويضات يطالب بها الحوثيون من السعودية والتحالف، لكي يتم إيقاف الضربات على المنشآت النفطية الحنوبية وتهديد الملاحة الدولية والذهاب إلى هدنة جديدة. تلك الهدنة يدور الحديث عن أنها ستكون طويلة أكثر مما كانت عليه الهدن السابقة، وبعدها الحديث عن الملف الاقتصادي ومسار البنك المركزي اليمني.
كما تجري أحاديث تفصيلية بين التحالف والحوثيين حول المعابر ورحلات الطيران من مطارات صنعاء وغيرها، إضافة إلى وضع ميناء الحديدة والرواتب وتدفقات النفط، وهناك العديد من القضايا الفرعية التي يجري التباحث حولها، حيث تحاول سلطنة عمان بدعم أممي، أن تحث الحوثيين على عملية التفاوض وتقديم بعض التَرضيات لهم للوصول إلى توافق محدد وليس الى حل سياسي نهائي.
الأمور تجري الآن من أجل حل بعض الملفات الإنسانية والاقتصادية، حيث يضع الحوثيون شروط شبه تعجيزية....من ناحية ويصعدون على الأرض وخاصة ضد الجنوب من ناحية أخرى .
الحوثيون لديهم طموح ليس فقط للاحتفاظ بالشمال، بل والسيطرة على الجنوب.
لذلك ولعدم جدية الشمال في مقاومة الحوثيين، أصبح مطلب الجنوبيين في استعادة دولتهم حقا مشروعا ومنطقيا.