الاستهداف الحوثي الإخواني للاتفاق السعودي والإيراني

الأربعاء 15 مارس 2023 18:01:37
testus -US

رأي المشهد العربي

أنعش اتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران الذي تم التوصل إليه في الأيام القليلة الماضية، فرص التوصل لحل سياسي شامل للأزمة المعقدة القائمة منذ صيف 2014، عندما أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية.

التوصل إلى حل شامل يحل جميع النقاط العالقة والمثارة بما في ذلك قضية شعب الجنوب سيمثل ضربة للمليشيات الحوثية الإخوانية، باعتبار أن كلا الفصيلين يتربحان من جراء الحرب، ومن مصلحتيهما أن تطول الحرب كثيرا.

الخوف الإخواني الحوثي من هذا السيناريو قد يدفع كلا الفصيلين لتنفيذ خطة جنونية قوامها صناعة الكثير من الإرهاب، وبدأت الشكوك تُثار مع التصعيد الكبير الذي جرى في الساعات الماضية، عندما شنت المليشيات الحوثية هجوما إرهابيا في الضالع، وتزامن معه هجوم غادر لتنظيم القاعدة الذي تُحركه المليشيات الإخوانية الإرهابية على محافظة شبوة.

هذا التصعيد ربما يُعطي مؤشرا بأن الفترة المقبلة قد تشهد تصعيدا خطيرا من كلا الفصيلين في الفترة المقبلة، في محاولة لتقويض أي محاولة للتوصل إلى حل سياسي شامل.

وبالتأكيد، فإن الحديث عن أي تصعيد يقود بالأنظار سريعا إلى الجنوب باعتباره أن مناطقه تشهد باستمرار عمليات إرهابية من قِبل قوى صنعاء وهو المستهدف الوحيد من خلال مساعٍ ومخططات ومؤامرات يمنية تسعى لإغراقه بالإرهاب.

التعاطي مع هذا الوضع المعقد يتطلب حزما على كل المستويات سواء سياسيا من خلال تقويض أي محاولات حوثية إخوانية لإطالة أمد الحرب على نحو أكثر مما جرى، وفي الوقت نفسه، يتوجب التحلي باليقظة الكاملة في مجابهة الإرهاب المتوقع أن تزداد ضراوته في الفترة المقبلة.

تقويض مخطط التصعيد الحوثي الإخواني من شأنه أن يعزِّز من آمال التهدئة ويقوّي فرص التوصل إلى سلام شامل، علما بأنه لا يمكن الحديث عن التوصل لهذا السلام من دون أن يكون هذا السلام يشمل الجنوب بشكل كامل.