حزب الإصلاح عنوان الخيانة للتحالف العربي تحت مظلة الشرعية

الاثنين 6 أغسطس 2018 20:58:55
testus -US
 لم يكن تخاذل حزب الإصلاح عن خوضه للمعارك دفاعا عن اليمن والشرعية، من الانقلابيين في جبهات القتال التابعة له، إلا تتويج للتأريخ الأسود من الخيانات التي ارتكبها هذا الحزب منذ تأسيسه.
 
وباتت خيانات الإصلاح واضحة وتحت مظلة شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أصبح قراره رهينة بيد الإصلاح في اختراق قطري كبير وخطير للشرعية والتحالف .
فمنذ أول وهلة لدخول مليشيات الحوثيين إلى صنعاء رفض حزب الإصلاح مواجهة المليشيات المدعومة من إيران بدءا من عمران رغم امتلاكه لمعسكرات كبيرة في صنعاء وعمران أبرزها (الفرقة الأولى مدرع) التابعة للجنرال العسكري الإخواني "علي محسن الأحمر"، حيث سلم الإصلاح  هذه القوات العسكرية والآليات  والصواريخ لتسقط بسهولة في أيدي مليشيا الانقلاب، بالإضافة إلى إعلان قيادات إصلاحية أنذاك امتلاكهم لنحو 70 ألف مقاتل جاهزون للدفاع عن صنعاء.
 إسقاط صنعاء 
اسقط الحوثيون الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي واعتقلوه وانقلبوا على حكومته، فما كان من حزب الإصلاح إلا أن اختفى بعد لقاءات أجراها أمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الأنسي في صعدة مع زعيم الحوثيين. 
حينها انسحبت كل قوات حزب الإصلاح من محيط صنعاء، بأوامر سياسية أصدرتها قيادات الحزب، وذلك بحسب اعترافات لأعضاء وقيادات إصلاحية من الصف الثاني. 
مهد حزب الإصلاح للحوثيين وأعطاهم الفرصة الذهبية لاقتحام صنعاء بسهولة، بعدما وجد الرئيس هادي نفسه وحيداً، ودون امتلاك سلطته لأي قوة عسكرية، كون ألوية الجيش كانت مبنية على التقاسم والولاءات بين حزبي ( المؤتمر الشعبي العام  والتجمع اليمني للإصلاح ).
اتفاقات سرية
لم يكن اقتحام صنعاء من قبل الانقلابيين بسهولة، بل كان نتيجة اتفاقات سرية عقدت بين قيادات في الإصلاح والمخلوع صالح وقيادات الحوثيين أبرزهم زعيم الحوثيين " عبدالملك الحوثي"، وقد امتلئت الصور حينها لقيادات الإصلاح  مع قيادات الحوثيين وتفاخر الحوثيين حينها بتحقيق السلام. 
وخرج الناطق الإعلامي لحزب الإصلاح متحدثا عن السلم والتعايش مع الحوثيين. 
خرجت تلك اللقاءات بتفاهمات كان من أبرزها، ضمان عدم مساس الحوثيين بالمصالح الاقتصادية والشركات التابعة لقيادات الإصلاح، مقابل عدم اعتراض الإصلاح لتوسع الحوثيين وحليفهم صالح في مختلف محافظات اليمن.
خيانة إسقاط تعز
بعد أن ضمن الحوثيين وصالح سيطرتهم على صنعاء، عقب هروب الرئيس هادي إلى عدن، حتى بدأوا بحشد قواتهم صوب تعز، استعدادا لاقتحام عدن.
وكون تعز تعتبر أكبر قاعدة شعبية لحزب الإصلاح " إخوان اليمن "، إلا أن مليشيا الحوثيين وصالح، دخلتها وسيطرت عليها بكل هدوء، ودون أي اعتراض من قبل حزب الإصلاح وقواعده المسلحة، بل قامت فروع الإصلاح بتعز بعقد اتفاقيات تعايش وتفاهم مع الانقلابيين، برعاية محافظ تعز آنذاك " شوفي أحمد هائل " وعدد من تجار ورجال الأعمال في تعز وبينهم قيادات إصلاحية، هي خيانة أخرى يرتكبها الإصلاح بحق الوطن عامة، وتعز على وجه الخصوص.
 
تفاقيات تعايش وتفاهم
ذهب حزب الإصلاح لترجمة اتفاقيات التفاهم مع الحوثيين التي تمت في صعدة ووجه قواعده وأنصاره في بقية محافظات اليمن، بعقد اتفاقيات تعايش وهو ما وجدها الانقلابيين فرصة لإسقاط مناطق ومديريات المحافظات بكل سهولة.
وشكل أمر اتفاقيات التعايش، التي ابتدعها حزب الإصلاح، عمليات استلام وتسليم من قبل الإصلاح لمليشيا الانقلابيين، حيث ما أن يدخل الحوثيين وصالح منطقة إلا ويسارع فرع حزب الإصلاح فيها بالتواصل مع الحوثيين للعرض عليهم بتوقيع اتفاقية تعايش وتفاهم وتنصيب الحوثيين حكاما رسميين لتلك المناطق.
 
أوامر لقواعد الإصلاح بالجنوب بعدم القتال
مع هروب قيادات الإصلاح وأعضاؤه إلى الرياض، وتوجه الحوثيين إلى عدن وجه قيادات الإصلاح قواعدهم في الجنوب بعدم القتال أو مواجهة الحوثيين. 
وهذا ما أثبته قيادي جنوبي بالإصلاح كان في جبهة كرش مع أول دخول للحوثيين وقال إن أوامر صدرت من قياداته بالانسحاب فانسحبوا ليلا تاركين الحوثي يدخل بسهولة. 
ومع بقاء المقاومة الجنوبية والتحالف العربي في مواجهة الحوثيين، إلا أن دور الإصلاح لم يخلو من الطعن في ظهر المقاومة والتحالف، وامتناع أعضاؤه ومسلحيه من الاشتراك في الجبهات. 
اشتراطات أو الخيانة
بحسب قيادات سياسية يمنية وعربية، فإن حزب الإصلاح اشترط عدم اشتراكه في المعارك، ما لم يتم رفع اسمه من " قائمة الإرهاب السعودية" وكذلك، ضمان سيطرته على المحافظات الجنوبية بعد تحريرها.
 وهي الانتهازية التي عبرت خيانة جديدة، ومحاولة انحراف الإصلاح بمسار عاصفة الحزم، التي لم تتدخل إلا بعد أن شعرت بخطر وصول مليشيا الانقلابية المدعومة من إيران إلى عدن وباب المندب، وهو الخطر الذي يهدد أمن ومصير دول الخليج وفي مقدمتها " المملكة العربية السعودية". 
رفض التحالف من الاستجابة لشروط الإصلاح، وقاتل بالاعتماد على المقاومة الجنوبية، وبقي حزب الإصلاح وجنود ينظرون للمعارك بكل برود بل وينهبون الأسلحة ويخزنونها ويطعنون الجبهات. 
وشهدت جبهات الجنوب، خيانات عديدة، يحكيها مقاومون في الجبهات، بينها عمليات نهب أسلحة من قبل مسلحي الإصلاح الذين كانوا في غالبية الأحيان يدخلون الجبهات للاستعراض فقط، وينسحبون وقت انطلاق المعارك، حاملين معهم أسلحة ومعدات تابعة للجبهات. كما يقول مقاومون.
الوجه الإرهابي للإصلاح
بعد معارك عدن وتحرير المحافظات الجنوبية توالت أعمال حزب الإصلاح الانتقامية في عدن والمحافظات الجنوبية، وشنت وسائله الإعلامية حملات ضد التحالف العربي، وبخطاب يتوافق وما تنشره وسائل إعلام المليشيات الحوثية .
وبدأت أعمال الإرهاب تنمو، وتعلن جماعات إرهابية مرتبطة بحزب الإصلاح، على إسقاط مناطق عديدة بيدها، بدعم مادي ومعنوي من حزب الإصلاح، وهو الأمر الذي أعدته دول التحالف خيانة كبيرة، ومحاولة لنسف كل التضحيات والجهود التي بذلت من أجل تحقيق الانتصار للمحافظات الجنوبية، وطرد مليشيا الحوثيين وصالح، واستبدال الإصلاح مليشيا الانقلابيين بمليشيا الإرهاب نتيجة لحسابات الإصلاح الانتهازية والسياسية وبدوافع الانتقام. 
وكشفت تحقيقات وقوف حزب الإصلاح خلف الإرهاب في عدن، وتحولت جمعياته إلى أوكار للإرهابيين والانتحاريين، ولكنه فشل في ذلك مع اشتداد الضربات الأمنية للإرهاب في عدن ولحج وأبين وحضرموت. 
وبات الإصلاح يقف إلى جانب الخلايا النائمة التابعة للمليشيات في عدن والمحافظات المجاورة لها، ضمن حلف غير معلن، لزعزعة الأمن والاستقرار، وطعن النصر الذي للتحالف العربي. 
تجميد القتال بجبهات الإخوان
ازدادت خيانات حزب الإصلاح وأجنحته العسكرية بالتخاذل في جبهات مأرب ونهم والجوف، في الوقت الذي تقدمت فيه قوات التحالف العربي والجيش والمقاومة تعز وباب المندب والساحل الغربي نحو الحديدة. 
وأكدت مصادر بالتحالف أن مليشيا الحوثيين عززت جبهاتها في الساحل الغربي، من عناصرها المتواجدين في جبهات مأرب ونهم، وهو ما يشكل فرصة سانحة لتقدم جبهات الإصلاح في مأرب وصنعاء، غير أن التخاذل بلغ ذروته، ووصلت خيانات الإصلاح للتحالف العربي لأقصى درجاته مع بقاء قواتهم دون أن تحرك ساكناً.