(الانتقالي) .. وإتقان اللعبة !
ناصر التميمي
قالوا عنه ولد ميتا ،وقالوا انهم مليشيات مدعومة إماراتيا ،وفالوا عنه أصحاب المثلث ،وغيرها من الخزعبلات التي كان يسوقها لنا ضعفاء النفوس ،والقوى المعادية لشعب الجنوب وقضيته العادلة ،الا ان قيادتنا السياسية لم تلتفت لهذا الأصوات النشاز ،وتركتهم يبقبقون بما يشتهون وطرحت في نصب عينيها الهدف السامي للجنوب المتمثل بالتحرير والإستقلال وسخرت كل جهدها في سبيل تحقيق ذلك ،ولم تلتفت للحملات الإعلامية القذرة الممولة دوليا ،وسارت بالقافلة في الطريق الصحيح رغم كل العراقيل التي اعترضت سير خطتهم .
منذ ولادة المجلس الأنتقالي في 2017م واجهته كثير من الظروف الصعبة والمعقدة ،وكانت بمثابة امتحان صعب أمام مجلسنا الوليد ،الذي تعامل معها بحنكة ،وكان الهدف منها إرباك حساباته وحرفه عن الأهداف التي رسمها،وجعله يتخبط حتى تسنح لهم الفرصة للانقضاض على الجنوب،ولأن مجلسنا يتكئ على أرضية صلبة جدارها الشعب ،وتقوده قيادة تتمتع بحنكة سياسية عالية ،ومرونة في التعامل مع مجريات الأحداث ،فقد استطاعت تجاوز كل العراقيل التي واجهة المجلس الإنتقالي الجنوبي ،بصبر شديد وعزيمة قوية ،تمكن من خلالها من العبور بسفينة الجنوب إلى المحافل الدولية ،بعد أن ظلت هذه الأبواب مؤصدة منذ أكثر من ثلاثين عاما،الا ان قيادتنا السياسية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي فكفكت الشفرة التي صنعتها أيادي الإحتلال اليمني القذرة أمام تطلعات الجنوبيين، ونقل قضية شعب الجنوب إلى أروقة المحافل الدولية .
ما تحقق من مكاسب سياسية وعسكرية منذ تأسيس المجلس الانتقالي كثيرة وعظيمة بالنسبة لنا كشعب جنوبي مهما حاول الواهمون اشغالنا بعض المسرحيات من هنا أو هناك فإنه لن يتحقق لهم مايريدون ،لان الشعب قد رسم هدفه السامي ولم يعد يلتفت لمثل هذا الشائعات والأكاذيب التي يسوقها لنا الحاقدون والجهلة من أتباع القوى اليمنية وخرفانهم من بني جلدتنا الذين يقفون على الضفة الأخرى ومن خلفهم اعداء الجنوب بشنهم حملات إعلامية مأجورة ضد حامل قضية شعب الجنوب طمعا في جني الأموال على حساب معاناة أهلهم البسكاء .
لقد ظل المجلس الإنتقالي في السنوات الماضية يراوغ هذه القوى المتعنتة تارة بالسياسة وتارة أخرى بإستخدام العصا الغليظة حتى تمكن من لي عنقها وأرغمها على الجلوس معه على طاولة الحوار وانتزاع منها بعض المكاسب التي تصب في مصلحة قضية شعب الجنوب لاسيما اضفاء الشرعية الدولية على الممثل الرئيس لشعب الجنوب وحامي قضيته العادلة ،وبات يتمتع مجلسنا بصفة شرعية دولية،وامام تعنت هذه القوى التي تتهرب من تنفيذ كل الإتفاقات التي وقعت منها بحجج واهية،وفرض حصار اقتصادي وحرب في الخدمات وقطع الرواتب واقلاق للأمن والسكينة في الجنوب بمباركة بعض الدول نكاية بالمجلس الإنتقالي وجعله يقدم على اي خطوة تنعكس سلبا عليه تستغلها هذه القوى للانقضاق على الجنوب ،الا ان قيادتنا السياسية فضلت اللعب في مضمار السياسة ،مع الإستمرار في وضع اليد على الزناد تحسبا لأي طارئ .
في الآونة الآخيرة تعرض المجلس الانتقالي الجنوبي لضغوطات كبيرة من خلال قطع الرواتب عن القوات المسحلة الجنوبية من اجل تركيعها وجعلها تتمرد على القيادة القيادة ،فصمدت قواتنا الباسلة أمام هذا التحدي، حتي جاءت البشائر من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي أصدر الأوامر لصرف راتب شهرين لكل جندي قبيل شهر رمضان المبارك ،ويستم انتظامها في الفترة القادمة وبذلك سقطت المؤامرة التي كانت تقف خلفها القوى المعادية ،وعندما شعر القيادة بأنه لابد من البحث عن حلفاء جدد للجنوب لاسيما بعد الإتفاق السعودي الإيراني الذي ألقى بظلاله على المنطقة العربية والعالم .
ما بعد زيارة القيادة السياسية لروسيا الإتحادية ليس كما قبلها ،والتي ستكون لها انعكاسات ايجابية على مستقبل قضية شعب الجنوب ،طبعا هي ليست كسابقاتها من الزيارات التي تمت في الأعوام السابقة لأن مجلسنا أصبحت لديه صفة شرعية خاصة بعد توقيع اتفاق و مشاورات الرياض، ولهذا ستناقش كثير من الملفات في الجانب الإقتصادي والسياسي ومحاربة الإرهاب ،وتأتي هذه الزيارة بدعوة رسمية من حكومة روسيا الإتحادية وأن دل ذلك على شئ فإنه يدل على حنكة قيادتنا السياسية ونجاح منقطع النظير لدبلماسية الإنتقالي التي لعبت دور فاعل وهام في احياء روح العلاقات بين الجنوب وروسيا الإتحادية وكثير من الدول التي تمتلك القرار الدولي .
نعم المجلس الإنتقالي أتقن إدارة اللعبة مع القوى المعادية والدول الإقليمية والدول العظماء ونجح في الحصول على الكثير من المكاسب التي لا يدركها كثير من الجهلة وكتاب ومحللي الغفلة الذين يضعون على عيونهم نظارات سوداء ويصمون آذانهم عن المكاسب الموجودة على الأرض ، والبعض من السياسيين الجنوبيين الذين مازالوا يرقصون على معاناة الشعب بتلميع القوى اليمنية وتصويرها على أنها هي التي بيدها الحلول ،وهذه مجرد أكاذيب وأوهام يسوقونها لنا من أجل الحصول على المال ،نقول لهم عودوا إلى رشدكم الجنوب يتسع للجميع لأن المرحلة تتطلب الجميع لا داعي للمكابرة وتحديدا في الوقت الحالي ،عودتكم تقرب المسافة لتحقيق الهدف المتمثل في استعادة الدولة من بين أنياب الذئاب المفترسة .