تحليل: ما أهمية فتح القنصلية الأمريكية في عدن؟

الأحد 26 مارس 2023 13:35:00
testus -US

في مثل هذا اليوم من العام الماضي كتبت المنشور التالي على صفحتي فيس بوك :
"وضع العالم كئيب ومتأزم ومأزوم.

أزمة غير مسبوقة في العلاقات الروسية الأمريكية وبشكل عام بين الشرق والغرب
وازمة ثقة وصلت حد الحروب الطاحنة بين الشمال والجنوب وبين ايران والسعودية وحلفائها.

تجييش وتحشيد وتحريض وقتل وتجويع

لا حل الا بالتخلي عن نهج الطمع والغرور واعتماد نهج التعايش سواء بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب وكل له دولته ونظامه وارضه".

وبعد عام كامل تغيير الكثير وأهمه اتفاق بين السعودية وإيران على "استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران".

ومع ذلك تحاول قوى دولية واقليمية معروفة لها مصلحة في استمرار اشعال الازمات والحروب...تحاول تسميم وتفخيخ هذه الخطوة بكل الوسائل.

أما على الصعيد المحلي فالحوثيون والإخوان ليس لهم مصلحة حقيقية وصادقة في إنهاء الأزمة والحرب في اليمن... لأن هذه الجماعات لا تعيش إلا في أجواء الازمات والحروب وعلاقتها بها كعلاقة السمك بالبحر...فإن طلع من البحر مات.

وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية لانبلاق عصر جديد تقوده قوى عظمى كالصين وروسيا...ومصالحات إقليمية ودولية عديدة وبين دول كانت قد وصلت علاقاتها إلى شأفة الحروب...إلا أن الحالة اليمنية هي الأصعب والأعقد على الحل بسبب تشبث تجار الحروب والأزمات بمصالحهم الضيقة على حساب معاناة عامة الناس.
ومع ذلك يظل شعب الجنوب وقيادته الوطنية وخاصة في المجلس الانتقالي الجنوبي علامات مضيئة وقوى حية لا تعرف اليأس أو الاستسلام.

من أهم المؤشرات الايجابية فتح القنصلية الأمريكية في عدن ناهيك عن الحديث عن قرب عودة السفارة الروسية إلى عدن....

قد يعتقد البعض أو يحاول أن يقرأ أو يقلل من اهمية إعلان السفارة الأمريكية عن فتح قنصلية لها في عدن بمعزل عن الظروف الزمانية والمكانية ، ويعتبره إجراء عاديا.

بيد أن الإمعان في النظر إلى أن هذه الخطوة هي أولا قرار سياسي ودبلوماسي أمريكي مهم، لم تأت إلى بعد دراسة ومتابعة مكثفة للأوضاع الأمنية المستقرة في عدن التي أقنعت صانع ومتخذ القرار الأمريكي باتخاذ قرار استراتيجي كهذا.

ثانيا هذا الإعلان جاء متزامنا مع توقيتات مهمة منها : زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى موسكو للمرة الثالثة خلال سنتين وعودته إلى عدن بعد غياب طويل نسبيا، وفي ظل الجهود الدولية والإقليمية والحراك السياسي والدبلوماسي المكثف لحلحلة الازمات الإقليمية وفي مقدمتها الأزمة والحرب في اليمن، وفي ظل المصالحات الاقليمية العدبدة وكذلك حالة الاستقطابات الدولية بين القوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين.

ومع ذلك يتوجب على الجنوبيين توحيد الصفوف ومؤازرة جهود المجلس الانتقالي في كافة المجالات والاستعداد للتعامل مع المستجدات والتحديات والاستحقاقات التي لن تنتظر احد.

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.