عاصفة الحزم وشراكة الجنوب والتحالف.. جسر كبير في طريق الاستقرار
مع مرور ثماني سنوات على انطلاق عملية عاصفة الحزم، فإنّ الشراكة الفريدة والاستراتيجية التي جمعت بين الجنوب والتحالف العربي، لعبت دورا فارقا في إطار الحرب على الإرهاب.
منذ اللحظة الأولى لانطلاق عملية عاصفة الحزم في 2015، كان الجنوب العربي الحليف الأكثر ثقة والأقرب للتحالف العربي في إطار الالتزام بمكافحة الإرهاب، وقد حقّق العديد من المكاسب الميدانية انطلاقا من أرضية هذه الشراكة المتينة والفريدة.
شراكة الجنوب مع التحالف العربي كان لها أكثر من هدف، فهي من جانب رفعت شعار تحرير الجنوب من خطر الإرهاب الذي شكلته قوى صنعاء بما في ذلك المليشيات الحوثية الإرهابية، وفي الوقت نفسه كان الجنوب ولا يزال طرفا في الحرب على الإرهاب لحماية المنطقة والعالم من التهديدات التي تشكلها تلك الفصائل الشريرة.
قدّم التحالف العربي وبالأخص دولة الإمارات دعما كبيرا للجنوب على الصعيد العسكري لحسم المعركة على الإرهاب، وتُوِّج هذا الأمر بنجاحات فريدة من نوعها في تلك الحرب في معارك تحرير العاصمة عدن وأبين والضالع ولحج قبل إعادة الانتشار والتموضع منذ العام 2016 لمواجهة تنظيم القاعدة ومكافحة الإرهاب.
ولعبت القوات المسلحة الجنوبية دورا بارزا وملهما في دحر الإرهاب، وحققت العديد من الانتصارات بفضل العقيدة القتالية الملهمة التي تسود على المقاتل الجنوبي، بجانب الدعم الذي قدّمه التحالف للجنوب في تلك الحرب.
وشاركت القوات الجنوبية في الكثير من العمليات العسكرية، مثل عملية "الرمح الذهبي" بغطاء جوي من التحالف العربي و"معركة تحرير الحديدة" وعملية "إعصار الجنوب" لتحرير شبوة ومديرية حريب في مأرب، بجانب عملياتها المتواصلة في محافظة شبوة وتحرير مديريات بيحان والعين وعسيلان من قبضة المليشيات الحوثية بعدما تسلمتها من المليشيات الإخوانية.
شراكة الجنوب والتحالف على هذا النحو كان لها أكبر الأثر في تحقيق مكاسب ضد الإرهاب، وباتت هذه الشراكة نموذجا يُحتذى به بشكل كبير في إطار العمل على فرض الأمن والاستقرار.