الإغداق على شيوخ القبائل... حيلة الحوثيين الجديدة لاستقطاب مجندين جدد
كشفت مصادر مطلعة أن ميليشيا الحوثي، لجأت إلى حيلة جديدة للبحث عن مجندين جدد بعد فشل جهودها خلال الأشهر الماضية في استقطاب العسكريين السابقين للعودة إلى صفوفها رغم التهديدات والإغراءات والاجتماعات المكثفة والاستعانة بشيوخ القبائل والمسؤولين المحليين.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" فأن الحيلة الحوثية الجديدة تستند إلى إغراء شيوخ القبائل في محافظات صنعاء وعمران، وذمار، وبخاصة شيوخ قبائل أرحب وخولان وحاشد وسنحان والحدا وعنس وآنس، لجهة الدفع بأتباعهم إلى صفوف الجماعة بخاصة في جبهة الساحل الغربي التي تمثل للجماعة أهم الجبهات على الإطلاق من الناحية الاستراتيجية، بخاصة أنها تشمل ميناء الحديدة وبقية الموانئ والمنافذ البحرية التي تتلقى من خلالها السلاح المهرب من إيران. وذكرت المصادر أن رئيس مجلس حكم الجماعة الحوثية مهدي المشاط تلقى توجيهات من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تشدد على تكثيف نشاطه في أوساط المكونات القبلية لاستمالة زعماء القبائل الخاضعين في مناطق الجماعة بالمال والمناصب والأسلحة، في مقابل أن يدفعوا بالمزيد من أتباعهم القبليين إلى جبهات القتال.
وأكدت المصادر أن المشاط استدعى خلال الأيام القليلة الماضية العشرات من زعماء القبائل في أرحب وعمران والبيضاء وذمار ومحيط صنعاء في سياق تنفيذه لتوجيهات زعيم الجماعة الذي يبدو أنه بدا - طبقا للمراقبين - يستشعر بداية النهاية لجماعته في ظل الخسائر الميدانية المتواصلة التي تتكبدها والانحسار الجغرافي لوجودها الانقلابي. وقالت المصادر إن المشاط، ركز خلال اجتماعاته مع شيوخ القبائل بخاصة أولئك الذين لم يعلنوا حتى الآن ولاءهم للجماعة وكذلك الشيوخ المحسوبين على حزبـ«المؤتمر الشعبي» على دغدغة عواطفهم وتخويفهم من مآلات سقوط جماعته لجهة ما يعنيه ذلك على حد زعمه من تعريض مناطقهم القبلية لسيطرة القوات الحكومية المسنودة من التحالف الداعم للشرعية وتقليص نفوذهم القبلي.
وعرض المشاط على زعماء القبائل الذين قابلهم - وفق ما ذكرته المصادر - التعيين في مناصب في حكومة الانقلاب غير المعترف بها وفي النسخة الحوثية من مجلس الشورى، إضافة إلى إغرائهم بالحصول على رواتب ضخمة من قبل زعيم الجماعة، وتزويدهم بكميات من الأسلحة والذخائر. وفي أول مسعى تنفيذي للإغراءات الحوثية، أصدر المشاط خلال الأيام الماضية عشرات القرارات التي قضت بتعيين عدد من شيوخ القبائل ووجهاء المناطق في مجلس الشورى، الذي أضافت الجماعة إلى قوامه منذ تولي المشاط رئاسة مجلس حكم الجماعة أواخر أبريل (نيسان) الماضي أكثر من 100 عضو، أغلبهم من زعماء القبائل.
كما أصدر المشاط عشرات القرارات الأخرى بتعيين شيوخ القبائل في مناصب محلية، كما فعل عندما عين 18 شخصية قبلية وكلاء لمحافظ البيضاء، أملا في أن يؤدي تعيينهم إلى الدفع بأتباعهم إلى جبهات القتال، خاصة أن نفوذ الجماعة في محافظة البيضاء بدأ في الانحسار مع اقتراب القوات الحكومية من استكمال تحرير ثالث مديرية فيها، وهي مديرية الملاجم. واستدعى رئيس مجلس حكم الجماعة الحوثية - طبقا للمصادر - عددا من شيوخ القبائل في مناطق أرحب وخولان وبني ضبيان وسنحان والحدا وآنس وعنس، وعرض عليهم التعيين في عضوية مجلس الشورى، إلى جانب اعتماد مبالغ شهرية ضخمة تدفع لهم عن طريق مكتب زعيم الجماعة مباشرة.
ورجّحت المصادر أن زعيم الجماعة الحوثية حصل على وعود إيرانية جديدة عن طريق «حزب الله» اللبناني، تضمنت زيادة الأموال التي تمنحها طهران للجماعة من أجل استقطاب المزيد من زعماء القبائل وضمهم رسميا إلى لائحة الحاصلين على رواتب شهرية. وأفادت المصادر بأن الكثير من زعماء القبائل الذين استدعتهم الجماعة رفضوا بطريقة غير مباشرة إغراءاتها، وأبلغوا رئيس مجلس حكمها المشاط بأنهم لا يستطيعون إجبار أحد من أتباعهم على القتال في صفوف الجماعة، كما أنهم لا يستطيعون كذلك منعهم من الالتحاق بها، إذ إن المسألة متروكة للاختيار الشخصي. وأشارت المصادر إلى أن الجماعة الحوثية كانت استعانت بقيادات موالين لها في حزب «المؤتمر الشعبي» لإقناع الشيوخ المحسوبين على الحزب بإعلان الولاء لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وتكثيف جهودهم في حشد المجندين من أبناء مناطقهم للقتال مع الميليشيات.
وفي حين استقبل المشاط - بحسب ما ذكرته المصادر - أمس في مكان سري بصنعاء أكثر من 40 شخصية قبلية من مناطق طوق صنعاء، ومن قبيلة بني ضبيان التابعة لقبائل خولان، أمر بمنح كل منهم على سبيل الهدية، قطعة سلاح شخصي، وسيارة دفع رباعي، إضافة إلى مبلغ 20 مليون ريال (حوالي 40 ألف دولار).
وكشفت المصادر نفسها، أن المشاط أمر باستدعاء عدد من الشيوخ القبليين من محافظتي حجة والمحويت وإب للقائهم في الأيام المقبلة في صنعاء، في سياق المساعي الاستقطابية ذاتها. وفي الوقت نفسه رفض المشاط - طبقا للمصادر - لقاء ثمانية من شيوخ قبيلتي حاشد وسنحان – واصفا إياهم بأنهم «خونة» وأنه لا يمكن لجماعته أن تثق بأي منهم، بخاصة بعد أن تواطأوا معها لتصفية الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، رغم أنهم كانوا من الموالين له وكان يغدق عليهم الأموال والمناصب.