بوصلة القيادة الجنوبية.. والمشاهد التي لم تتغير
رأي المشهد العربي
حراك سياسي متسارع يفرض نفسه على الساحة في الوقت الحالي، وسط تطورات وتحديات تفرض نفسها، يتصدر الاستهداف المتواصل الذي يتعرض له الجنوب على كل المستويات.
عندما جرى التوصل إلى التوافق المنبثق عن مشاورات الرياض، كانت الأهداف واضحة والمبتغيات مُحددة، سواء حسم الحرب على الإرهاب بالإضافة إلى تحسين الأوضاع المعيشية، ومعالجة الاختلالات التي فرضت نفسها.
مع توالي الأيام، وتغير الأوجه المتصدرة للمشهد من ناحية النظام اليمني على وجه التحديد، لم يتغير شيئا على الساحة، بل يمكن رصد زيادة في حجم الاستهداف الذي تعرض له الجنوب، لا سيما أن قوى صنعاء جاهرت بأنها تقف في وجه قضية شعب الجنوب، مثل التصريحات المستفزة التي كان قد أطلقها رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي وحاول فيها الانقضاض على قضية الشعب العادلة.
مشهد آخر لم يتغير وهو أن الجنوب لا يزال مستهدفا بنيران الإرهاب من قِبل قوى صنعاء التي تتوسع في عملياتها الإرهابية ضد الجنوب بوتيرة متفاقمة بتنسيق واضح بين المليشيات الإخوانية والحوثية وغير ذلك من تنظيمات الإرهاب.
الجنوب أيضا لا يزال قيد الاحتلال من قِبل المليشيات الإخوانية في بعض المناطق، وبالأخص وادي حضرموت الذي تفرض المليشيات الإخوانية المتمثلة في المنطقة العسكرية الأولى عليه احتلالا غاشما خبيثا وتعمل على تصدير الإرهاب للجنوب على صعيد واسع.
هذه المشاهد الثابتة تعني بوضوح أن قضية شعب الجنوب مستهدفة من كل النواحي، وقد زاد حجم الاستهداف بالنظر إلى حجم المكاسب التي حقّقها الجنوب على مدار الفترات الماضية، تحت قيادة المجلس الانتقالي.
في هذا الإطار، ومع كل التطورات الحادثة على الساحة ومحاولات الاحتواء والمعالجات الراهنة، والتي تُضاف إليها الاجتماعات التي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض بحضور فخامة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، فإن بوصلة القيادة الجنوبية تُحركها مبادئ وطنية راسخة.
وهذه المبادئ تنصب جميعها حول التزام المجلس الانتقالي بالعمل على تحقيق تطلعات شعب الجنوب المتمثلة في استعادة الدولة، وهي غاية الجنوب التي لن يحيد عنها جنوبي.