الجنوب وجولة الرياض.. بين تحديات عاصفة وأرضية شامخة
جولة جديدة من مسار العملية السياسية تنطلق من العاصمة السعودية الرياض، وذلك في إطار الحرص على التغلب على التحديات القائمة في الفترة الراهنة.
ففي الساعات الماضية، وصل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى العاصمة السعودية الرياض قادما من العاصمة عدن في زيارة رسمية.
يرافق الرئيس الزُبيدي في زيارته كل من رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ووزير المالية سالم بن بريك ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي.
العديد من التحديات تفرض نفسها على الواقع السياسي في الفترة الحالية، سواء فيما يخص حالة الجمود على المشهد، أو على صعيد التطورات العسكرية فيما يخص التصعيد الذي تمارسه المليشيات الحوثية ضد الجنوب سواء في الضالع أو أبين أو شبوة.
بالإضافة إلى ذلك، فهناك الكثير من التطورات السياسية التي طرأت على المشهد الراهن، وسط حراك متصاعد بحثا عن عملية سياسية يتم التوصل إليها، في محاولة لغرس الاستقرار لأطول فترة ممكنة، ومن ثم وضع حد للأعباء التي صنعتها الحرب الراهنة.
في خضم هذه التحديات، لا يزال الجنوب العربي ثابتا على الموقف، محافظا على مساره الأصيل الذي يخوضه المجلس الانتقالي في إطار العمل على المحافظة على تطلعات استعادة الدولة وفك الارتباط.
وقبل جولة الرياض الراهنة، كان الرئيس الزُبيدي قد عقد أكثر من اجتماع، خرج بأكثر من رسالة مهمة، وذلك بين رغبة العمل على حسم الحرب على الإرهاب، ووضع حد للتصعيد على الأرض، بالإضافة إلى تحسين الأوضاع المعيشية، مع الالتزام أولا وأخيرا بقضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته.
وهذه هي البوصلة التي تتحرك على أساسها القيادة الجنوبية إزاء أي تطورات أو تغيرات في المشهد بما في ذلك أي تغيرات سياسية تفرض نفسها على الساحة، وسبق أن أكّد المجلس الانتقالي أنه لن يلتزم بأي مسار لا يعتبر الجنوب جزءا رئيسيا منه مع مراعاة الواقع القائم على الأرض وعدم تجاوزه.
رغبة الجنوب في تحقيق الاستقرار على الصعيدين المحلي والإقليمي، بجانب مراعاة قضية الشعب العادلة، هي الأرضية الصلبة التي يتحرك عليها الرئيس الزُبيدي مدعوما بحاضنة شعبية قوية، تتكاتف وراء القيادة لعبور المرحلة الراهنة بتحدياتها.