بسبب تلاشي القدرة الشرائية.. انهيار الريال اليمني يهدد بكارثة إنسانية
مع تدهور العملة ووصولها إلى درجات سحيقة لم تكن متوقعة يتلاشى دخل الفرد، وترتفع الأسعار بالتوازي مع الانهيار بمعادلة عكسية.
ولا يخفي الشارع مخاوفه التي تترافق وتحذيرات من نتائج وخيمة وسيئة مترتبة عن انهيار العملة الوطنية، في ظل استمرار المعارك والحرب الدائرة التي ألقت بظلالها على حياة الأسرة اليمنية.
يسجل سعر العملة الوطنية في اليمن، كل يوم في الأسبوعين الأخيرين، تدهوراً جديداً مقابل العملات الأجنبية، منهياً يوم أمس الثلاثاء عند 550 ريالاً مقابل الدولار الأمريكي بزيادة تقدر بـ 160% عما كان عليه الصرف قبل الحرب المستعرة في البلاد منذ أزيد من ثلاث سنوات.
وتشهد أسعار السلع هناك في المقابل ارتفاعاً يومياً في ظل أزمة اقتصادية تعصف بأحوال المواطنين في بلد يحتاج 75 بالمئة من سكانه لمساعدات إنسانية و8.4 مليون يعيشون في مرحلة الجوع الحاد…ما يجعل من استمرار التدهور اليومي في سعر الريال تهديداً كارثياَ سيفاقم من المأساة الإنسانية التي يعانيها المواطنون بسبب جرائم ميليشيا الحوثي.
وتتزايد المخاوف لدى سكان العاصمة المؤقتة عدن مع استمرار انهيار العملة المحلية وتفاقم الوضع المعيشي المتردي للمواطن العدني كغيره من اليمنيين.
ويحذر خبراء اقتصاد من ان تهاوي أسعار صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية في السوق الموازية يشكل انعكاساً خطيراً على أسعار السلع الاستهلاكية إذ تستورد اليمن ما نسبته 90% من احتياجاتها من الخارج.
وتسود السوق المالية والاقتصادية مخاوف كبيرة من استمرار انهيار الريال اليمني أمام الدولار الأميركي، وقال مصرفيون إن الدولار عاود ارتفاعه في تداولات اليوم حيث وصل سعر صرف الدولار إلى 557 ريال للشراء في حين وصل سعر البيع الى 560 ريالا .
وكانت شركات الصرافة في العاصمة المؤقتة عدن بدأت في التوقف عن بيع وشراء العملات الأجنبية منذ أمس الثلاثاء في محاولة لوقف تصاعد انهيار سعر العملة المحلية أمام سائر العملات الأجنبية.
وطبقا لمصادر مصرفية أن شركة عدن للصرافة كبرى الشركات في عدن قد أعلنت عن التوقف نظراً للارتفاع المستمر في أسعار الصرف وتدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
وتشهد العاصمة المؤقتة عدن ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية بسبب تدهور العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية الأمر الذي أدى إلى احتجاجات شعبية في عدد من المديريات للمطالبة بالتدخل لإيقاف الانهيار .