حشيش الحوثيين.. كلمة السر في اشتباكات صعدة ومأرب
كشفت مصادر محلية بمحافظة مأرب خفايا وتفاصيل حادثة الاشتباكات المسلحة التي نشبت صباح أمس الثلاثاء بين مسلحين قبليين قادمين من محافظة صعدة وقوات من أمن محافظة مأرب نتج عنها مقتل 7جنود و12مسلحاً وجرح آخرين عند نقطة جنوب محافظة مأرب.
ووفقا للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، فقد وصل مسلحون من أبناء منطقة وائلة بمحافظة صعدة صباح اليوم إلى نقطة تسمى الفلج جنوب مدينة مأرب كان يستقلون خمس سيارات مدججين بالأسلحة، كانوا قادمين الى مأرب من محافظة صعدة عبر العاصمة صنعاء، تحت غطاء قبلي بهدف متابعة قضية مقتل واعتقال اثنين من مهربي المخدرات والسلاح من أبناء صعدة في مأرب.
المصادر أوضحت أن المدعو (هادي بن ثعيلان)، وهو أحد كبار تجار المخدرات والحشيش والسلاح، ومعه شخص آخر يدعى (معجب حامد النقاش الوائلي)، وهما من أبناء منطقة وائلة محافظة صعدة كانوا قد تسللوا يوم السبت الماضي إلى منطقة عبيدة بمحافظة مأرب واستقبلهم شخص من المنطقة يدعى ( سالم بن حمد ) المعروف بتجارة وتهريب الممنوعات، واستلما منه قرابة نصف مليون ريال سعودي قبل أن يختفيا من المنطقة.
وبحسب المصادر فأنه قد تم العثور على سيارتهما محروقة بمنطقة “السلان”شرق معسكر التحالف العربي بمنطقة (تداوين) القريبة من منطقة عبيدة بعد اشتباكات مع امنيات التحالف بناء على عملية استخبارية لقوات التحالف، مشيرة أن المدعو (هادي بن هادي .ثعيلان) قد قتل في العملية، فيما لا يزال المدعو (سالم حامد معجب الوائلي .) محتجزا لدى قوات التحالف بمأرب، ويتوقع أن يتم تسليمه للسلطات المحلية والأجهزة الأمنية والقضائية بمأرب.
هذه الحادثة جاءت بعد ثلاثة أيام من إعلان الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب، ضبط شحنة جديدة من مادة الحشيش المخدر، تحتوي على 44 كيلو جرام ؛ كانت مخفية على متن سيارة أجرة، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي بصنعاء، وتم ضبط الشحنة في إحدى النقاط الأمنية في الخط الرابط بين صنعاء ومأرب، تحمل ختم ما يسمى بمجلس الشباب ببيروت.
المصادر ذاتها أضافت أن أبناء منطقة وائلة بصعدة بدؤوا التحرك لمحاولة معرفة مصير الشخصين عبر الطرق القبلية، وأرسلوا عددا من أبناء قبيلتهم لإقامة ما يسمى في العرف القبلي (مطرح) بهدف الضغط على قبيلة عبيدة للكشف عن مصير الشخصين كونهما اختفيا من وادي عبيدة.
ووفقا للمصادر فقد تجمع عدد من مسلحي قبيلة وائلة وحاولوا القدوم إلى مأرب عبر محافظة الجوف يوم أمس الأول الأحد، لكن قوات الجيش والأمن التابعة للشرعية في الجوف منعتهم من العبور عبر المحافظة، وأجبرتهم على العودة دون وقوع أي احتكاك.. مضيفة أن المسلحين غيروا طريقهم وعادوا عبر طريق عمران والعاصمة صنعاء مرورا بمحافظتي ذمار والبيضاء وصولا إلى مأرب، ومروا من جميع النقاط التابعة للحوثيين بأسلحتهم وسياراتهم.
المصادر أضافت أن المسلحين وصلوا فجر اليوم إلى أول نقطة خاضعة للحكومة الشرعية في منطقة(قانية)بين البيضاء ومأرب، وتمكنوا من تجاوزها دون تفتيش بذريعة أن الموكب تابع لمحافظ صنعاء.
مشيرة أن المسلحين وصلوا عن السابعة صباحا إلى نقطة تسمى (الفلج) جنوب مدينة مأرب، وتم توقيفهم من قبل النقطة الأمنية وبعد التعرف على هويات بعضهم طلب منهم أفراد الأمن تسليم أربعة مطلوبين أمنيين كانوا بين المسلحين الذين كان عددهم 22 مسلحا على متن 5 سيارات، وهو الأمر الذي رفضه المسلحون وباشروا إطلاق النار على أفراد النقطة ما أدى إلى مقتل 5 من رجال الأمن بينهم قائد النقطة الأمنية وجرح 6 آخرين، ثم اندلعت مواجهات مسلحة بعد تصدي قوات الأمن لهم أسفرت عن مقتل 12 من المسلحين وجرح 7 تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي وإلقاء القبض على ثلاثة والتحفظ على سياراتهم، كما نتج عن المواجهات إصابة احد المدنيين تم نقله إلى المستشفى.
ووفق المصادر إن الشخصين اللذان تبحث عنهما قبيلة وائلة يهربان الممنوعات والسلاح للحوثيين و أحدهم يعد ثالث شخص على مستوى اليمن في تهريب المخدرات والحشيش.
وكانت اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب وقفت في اجتماع لها، اليوم، برئاسة وكيل وزارة الداخلية اللواء محمد سالم بن عبود، بحضور وكيل الوزارة لشئون الأمن والشرطة الدكتور أحمد الموساي، أمام حادثة الاعتداء على إحدى النقاط الخاصة بالحزام الأمني جنوب عاصمة المحافظة، من قبل عصابة مسلحة تستقل خمس سيارات.
وبحسب بيان اللجنة الأمنية الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فقد باشرت العصابة إطلاق النار على أفراد النقطة عند الساعة السابعة صباحا ما أسفر عن استشهاد خمسة من أفراد الأمن بينهم قائد النقطة وإصابة سبعة آخرين.
وأشار البيان إلى أن إفراد النقطة الأمنية اضطروا للرد على النيران ما أسفر عن مصر 12 مسلحا وإصابة سبعة آخرين وتم إلقاء القبض على ثلاثة منهم.
ونوه البيان إلى أن اللجنة الأمنية شكلت لجنة للتحقيق في الاعتداء على النقطة الأمنية وإبعاده برئاسة وكيل الوزارة للشئون الأمن والشرطة وعضوية الأجهزة الأمنية والعسكرية ذات العلاقة، وشددت على رفع الجاهزية الأمنية في كافة النقاط الأمنية وتعزيز الحزام الأمني والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار.
يذكر أن الأجهزة الأمنية بمحافظتي مأرب والجوف أعلنت خلال الفترة الماضية عن ضبط عدد من محاولات تهريب المخدرات والممنوعات وضبط وإتلاف كميات كبيرة من مادة الحشيش كانت في طريقها إلى الحوثيين في صنعاء وصعدة.